Durar al-ʿuqūd al-farīda fī tarājim al-aʿyān al-mufīda
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
بأبي المغازي أحمد شاه، وأخذ جميع الوزراء والأمراء فقتلهم وتتبعهم حتى ما آبقى منهم أحذا.
وكان جلوسه على التخت في شوال سنة أربع وعشرين وثماني مثة، فلما كان يوم الخميس ثالث يوم جلوسه دخل شبر خان ابن أخته على فيروز شاه وخنقه. واستمر الشلطان، أبو المغازي في السلطنة أربع عشرة سنة حتى مات في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين وثماني مثة بعدما قسم المملكة بين أولاده الخانات الأربعة وهم: أحمد ومحمد ومحمود وداود فقام من بعده ابنه أحمد ظفر شاه.
وكان رحمه الله من أحسن ملوك زمانه سيرة، وأجملهم طريقة، وأسخاهم كفا، له في ذلك أخبار جمة؛ منها أنه كان بمدينة كزبلكا وأعمالها لأفل الكفر عدة معابد كثيرة يقال للمعبد منه بد، يؤدون عنها للشلطان في كل سنة مالا جما إلى الغاية فخربها كلها، ومن جملتها بذ في بيجنكر يؤدي عنه أهله في كل سنة ستة لكوك تنكة(1) فضة، فوعدوا أن يخملوا ثمانية لكوك وينقيه لهم، فلم يفعل وهدمه وأقام شعار الإسلام في أغماله بأشرها، ومنع الكفار من إظهار شعارهم، وأمر بقثل من تظاهر بها منهم. وهدم أيضا بد خانه، وكان له عندهم شأن عظيم يضاهون به الكغبة البيت الحرام بمكة، وكان هذا البد في قرية يقال لها سلافور من عمل كزبلكا، وأبطل الخمارات، وأزال البغايا ومواضع الحشيش والقمار ونحو ذلك من الفواحش، وأسقط ما عليها من الضمان للديوان، وكان مالا عظيما مبلغه اثنا عشر لك تنكة فبطل مدة ولايته ذلك كله من أعمال مملكته جميعها حتى لم يكن أحد يتظاهر بشيء منها.
وكان يحث العلم وأهله، وله معرفة بالعلم ومشاركة جيدة فيه، فكان يجود بعطائه الجم على الفقهاء. ويقرب الأشراف ويبالغ في (1) اللك: مئة ألف تنكة، والتنكة مثقالان ونصف، كما كتب المصنف بخطه في حاشية المسودة:
Page 282