Durar al-ʿuqūd al-farīda fī tarājim al-aʿyān al-mufīda
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
القرمي، فلم يمض شيء مما أراده البهاء ابن السبكي، ولم يحصل لأولاده ولا أولاد أخيه شيء من وظائفه؛ وعد العقلاء هذا جزاء لما فعله بأيتام... (1) ابن الجزري خطيب الجامع الطولوني، فإئه لما مات ولى القاضي تاج الدين المناوي آولاده الخطابة ومشيخة الميعاد، فوثب بهاء الدين ابن السبكي وأخذهما منهم فلم يتهنا بهما، وذلك أن الأمير يلبغا الخاصكي كان يصلي بجامع ابن طولون فلم تعجبه خطبة البهاء، ومنعه أن يخطب، فاستناب الشيخ شهاب الدين ابن النقيب مدة أيام الأمير يلبغا كلها، وكذلك لم يحضر درس التفسير بالجامع الطولوني إلا دون الخمس مرات، لأله أخذه بعد موت شيخنا الشيخ عبدالرحيم الإسنوي في آخر جمادى الأولى، وكانت بطالة الدروس، وحج من عامه فمات، ولم يزل حريصا على أخذ هذا الدرس، فسعى فيه بعد موت ابن عقيل فلم ينله. وسعى فيه بعد موت قاضي القضاة جمال الدين الحنفي فلم يعطه، وكان قد ولأه أبو البقاء لولده شيخنا بذر الدين بعد ابن عقيل، فأخذه الحنفي بتوقيع سلطاني، واستمر بيده حتى مات فولأه أمير علي المارديني نائب الشلطان للشيخ عبدالرحيم، فلما مات وليه البذر ابن أبي البقاء من أبيه، فثقل عليه بهاء الدين ابن الشبكي حتى أخذه منه بولاية من آبي البقاء.
وكان رحمه الله أحد رجال الدنيا كثرة مال ومناصب، وكان يصل إلى أغراضه بكثرة بذله المال الجم. وكان الناس يخدمونه .
163- أحمد بن علي بن أيوب، شهاب الدين المنوفي الشافعي، إمام المدرسة الصالحية بين القضرين (2) .
اشتغل كثيرا، ولم يكن بذاك، وضبطت عليه كلمات لو نوقش عليها لهلك، حمله على ذلك مجونه. وتوفي عن ستين سنة في يوم (1) فراغ في أ مقدار ثلاث كلمات.
(2) ترجمته في: إنباء الغمر 4/ 152، وذيل الدرر، الترجمة 54، والضوء اللامع .152
Page 256