Durar al-ʿuqud al-faridat fi taragim al-aʿyan al-mufidat
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
قال: لما قدمت مع أبي من بغداد إلى دمشق وقف بي على قبر محيي الدين بن العربي، وقال: يا بني هذا قبر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الصوفي الطائي، إياك والوقيعة فيه فإن العلم أوسع والوقت أضيق.
أخبرنا شهاب الدين البغدادي، قال : من المجرب عندنا ببغداد أنه ما قطع أحد نخلة إلا وأصيب من عامه، إما في نفسه أو لحقته رزية عظيمة.
قال كاتبه: كان بحذاء داري من القاهرة دار بها نخلة قطعها رجل صارت إليه الدار في شوال سنة تسع وثماني مئة، فلما كان في ذي القعدة منها احترقت داره حتى صارت كوم تراب.
أخبرنا شهاب الدين البغدادي، قال: أخبرني شرف الدين ابن عسكر عن آبيه، وكان قد حضر واقعة بغداد على يد هو لاكو وأسر فيها: أن الناس في بغداد أقاموا مدة لا يقرأ قارىء في محراب، ولا تال في مصحف، ولا مملي على صغير في مكتب قول الله عز وجل: قكتلوهم يعذبهم الله بأيديكم} [التوبة 14] إلا جرى على لسانه: "قاتلوهم يعذبكم الله بأيديهم"، وما زال ذلك يجري على الألسنة لا ينطقون بالتلاوة إلا هكذا، حتى كان من واقعة هولاكو ماكان: 122- أحمد بن غمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم، شهاب الدين ابن زين الدين القرشي الدمشقيي الشافعي الواعظ ابن الواعظ (1).
كان أبوه أحد أعلام الوعاظ بدمشق، ومن جملة أكابر المحدثين يقال: إنه ما تصدى للوغظ حتى حفظ أربعين مجلسا، وقدم إلى القاهرة في سنة ثمانين أو نحوها، وامتحن لولا قيام قاضي القضاة برزهان الدين ابن جماعة معه لأتى على نفسه، ونزل بجوار منزلي، ولم يتقق لي آن (1) ترجمته في: السلوك 757/3، وتاريخ ابن قاضي شهة 3/ 391، والدرر الكامنة /245، وإنباء الغمر 3/ 85، والنجوم الزاهرة 12/ 123، والدليل الشافي 1/ 16، ووجيز الكلام 299/1، وقضاة الشافعية 116، والدارس 40/1.
192
Page 192