============================================================

الأكابر والأعيان، وحج غير مرة، وأقام بالقذس زمانا فزاره السلطان الملك الظاهر بزقوق به، ووصله بمال جزيل فلم يقبله تعففا وزهادة، وكانت شفاعاته مقبولة، ورسائله لا ترذ حتى توفي بالقدس في شوال سنة سبع وتسعين وسبع مثة.

73- أبو بكر بن محمد بن (1) الحضني الدمشقيي، تقيي الدين الفقيه الشافعي (2) .

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبع مثة، وتفقه ومهر حتي صار شيخ الشافعية بدمشق في آخر غمره. وكتب تعليقة على "التنبيه"(2) في الفقه، واختصر "المهمات"(4)، وتزهد وتقشف وصارت له أتباع يبالغون في اعتقاده. وكان متسرعا إلى إزالة المنكرات، كثير الإزراء على من يخالط أهل الدولة من الفقهاء، يجبه من لقيه منهم بمر القول وخشونة الكلام.

وكان شديد التعصب للأشاعرة، منحرفا عن الحنابلة انحرافا يخرج فيه عن الحد، فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة. وكان يفحش في حق ابن تيمية، ويجهر بتكفيره من غير احتشام، بل يصرخ في الجوامع والمجامع بأن ابن تيمية كافر، فتلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به فيه جزيا علىعادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه. وسيعرضان جميعا على الله الذي يعلم المفسد من المضلح. ولم يزل على ذلك حتى مات بدمشق في رابع عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثمان مثة. عفا الله (1) بيف المصنف بعد هذا قدر كلمتين ليعود إليه، فما عاد، وهو: ابن عبدالمؤمن ابن حريز، كما في الإنباء والشذرات.

(2) ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 403، وإنباء الغمر 8/ 110، والضوء اللامع 11/ 81، والأنس الجليل 174/2، وشذرات الذهب 188/7، والبدر الطالع 1/ 166.

(3) لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 ه.

(4) لجمال الدين الإسنوي المتوفى سنة 772ه.

142

Page 142