142

Dr. Omar Abdelkafi's Lessons

دروس الدكتور عمر عبد الكافي

Genres

إرادة الله وإرادة العبد السؤال قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:١٦]، فهذه الإرادة من الله ﷾ بتدمير وإهلاك القرية، فماذا جنت أيدي الناس الذين في القرية؟ الجواب من كرم الله ﷾ أنه أرسل الرسل ليأخذوا بأيدي الناس من الضلالة إلى الهداية، ومن الغواية إلى طريق الاستقامة، فالرسل أنذروا وبشروا ورغبوا. والبلاد بلدان: بلد تجل العلماء وتحترمهم، فهذه فيها البركة، ويجذب إليها العلماء، وبلد تحتقر العلماء وتطردهم، فيحل بها العقاب، ومثال ذلك صاحب القرية المذكورة في سورة يس، قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ﴾ [يس:١٣ - ١٤] إلى قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس:٢٠] فضربه قومه وقتلوه، فقضي الأمر. فالله ﷿ لم يهلك قرية إلا بعد أن ظلمت وطغت وانحرفت وابتعدت عن طريق الله. فإرادة الله معلقة على فعل العبد سابقة له لا سائقة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف:٩٦]، فهذه الإرادة جاءت لما كذبوا ولم يشكروا. وعلى المستوى الفردي: فالمسلم يشعر بالرضا النفسي مثلًا لما يطيع الله، فالذي يعيش لله ﷿ ويدعو إلى الله ﷾، تجري وراءه الدنيا رغم الابتلاءات والمحن والمصائب. أما عشاقها وعشاق الأموال والسلطة والجاه فهم يجرون خلفها، فترى أحدهم متعبًا ومرهقًا ومكتئبًا والمليارات في يده، فلا يشعر بقيمتها ولا قيمة للمال عنده.

19 / 7