أثر الخاتمة السيئة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله ﷺ، وعلى آله ومن والاه.
أما بعد: إذا أراد الله بالعبد خيرًا أرسل إليه في آخر أيامه ملكًا فأرشده وهداه وقومه وأصلحه، فيموت على خير حال، ويقول الناس عنه: رحم الله فلانًا مات على خير حال: يموت في صلاة، أو في مجلس علم، أو في صلة رحم، أو في الجهاد في سبيل الله، أو في أمر يرضاه الله ورسوله.
وإن الله إذا أراد بعبد سوءًا أرسل إليه أو وكل به شيطانًا فأغواه وأضله، فيموت على أسوأ حال، فيقول الناس: مات فلان على أسوأ حال، كأن يموت وهو يعصي الله، أو يموت وهو لم يتب، والأعمال بخواتيهما.
وضربنا مثالًا لهذا الإنسان بالمصلي الذي أخرج ريحًا في آخر ركعة من ركعات الصلاة فإن صلاته باطلة.
وسوء الخاتمة أن يختم للإنسان بشر عمله، والمقصود بها ما يصنع الإنسان في آخر حياته، وذلك أن صحيفة حياته سيئة، ولم يمح بعمل صالح ما اسود من هذه الصحيفة، فلم يبيض صحيفته بأعمال صالحة، فيأتي في آخر حياته وهو لا ينطق بلا إله إلا الله، أو يترك الصلوات، أو عليه مظالم للعباد، فصحيفة أعماله كلها سوداء.
19 / 2