441

Lā taḥzan

لا تحزن

Publisher

مكتبة العبيكان

Genres

وعِدْها في شدائدها رخاءً ... وذكِّرْها الشدائد في الرخاءِ
يُعدُّ صلاحُها هذا وهذا ... وبالتركيبِ مَنْفَعَةُ الدواءِ
أطِبْ مطعمك تكنْ مستجاب الدعوةِ
كان سعدُ بنُ أبي وقَّاص يدركُ هذه الحقيقة، وهو أحدُ العشرةِ المبشرين بالجنةِ، وقد دعا له ﷺ بسدادِ الرمي وإجابةِ الدعوةِ، فكان إذا دعا أُجيبْت دعوتُه كَفَلقِ الصبحِ.
أرسل عمرُ ﵁ أناسًا من الصحابة يسألون عن عدْلِ سعدٍ في الكوفةِ، فأثنى الناسُ عليه خيْرًا، ولما أتْوا في مسجدِ حيٍّ لبني عبْسٍ، قام رجلٌ فقال: أما سألتموني عنْ سعدٍ؟ فإنه لا يعدلُ في القضيةِ، ولا يحكمُ بالسَّويَّةِ، ولا يمشي مع الرعية. فقال سعدٌ: اللهمَّ إنْ كان قام هذا رياءً وسمعةً فأعْمِ بصره، وأطلْ عمره، وعرِّضْه للفتنِ. فطال عُمْرُ هذا الرجلِ، وسقط حاجباهُ على عينيه، وأخذ يتعرَّضُ للجواري ويغمزهُنّ في شوارعِ الكوفةِ، ويقول: شيخٌ مفتون،، أصابتْني دعوة سعْدٍ.
إنه الاتصالُ باللهِ ﷿، وصدق النية معه، والوثوق بموعودِه، تبارك اللهُ ربَّ العالمين.
وفي «سيرِ أعلامِ النبلاءِ»: عن سُعد أيضًاَ: أن رجلًا قام يَسُبُّ عليًا ﵁، فدافع سعدٌ عن علي، واستمرَّ الرجل في السبِّ والشتمِ، فقال سعدٌ: اللهم اكفنيه بما شئت. فانطلق بعيرٌ من الكوفةِ فأقبل

1 / 468