أنت تتعاملُ مع أرحمِ الراحمين
إن لفت نَظَرَك هذا الحديثُ، فقد لفت نظري أيضًا، وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى والبزارُ والطبرانيُّ، أنَّ شيخًا كبيرًا أتى النبي ﷺ وهو مُدَّعِمٌ على عصا، فقال: يا نبيَّ اللهِ، إنَّ لي غدراتٍ وفجراتِ، فهل يُغفرُ لي؟ فقال النبي ﷺ: «تشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسول الله؟» قال: نعمْ يا رسول اللهِ. قال: «فإن الله قد غفر لك غدراتِك وفجراتِك» . فانطلق وهو يقول: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ.
أفهمُ من الحديث مسائل: منها سعةُ رحمةِ أرحمِ الراحمين، وأنَّ الإسلام يهدمُ ما قبله، وأن التوبة تجبُّ ما قبلها، وأن جبال الذنوب في غفرانِ علاّم الغيوب لاشيءٌ، وأنه يجبُ عليك حُسْنُ الظَّنِّ بمولاك، والرجاءُ في كرمِه العميمِ، ورحمتِه الواسعةِ.
براهينُ تدعوك للتفاؤلِ
في كتابِ «حُسْنِ الظَّنّ باللهِ» لابن أبي الدنيا، واحدٌ وخمسون ومائة نصٍّ، ما بين آيةٍ وحديث، كلُّها تدعوك إلى التفاؤلِ، وترْكِ اليأسِ والقنوطِ، والمُثابرَة على حُسْنِ الظَّنِّ وحُسْنِ العَمَلِ، حتى إنك لتجدُ نصوصَ الوعدِ أعْظَمَ منْ نصوصِ الوعيدِ، وأدلَّةَ التهديدِ، وقد جعل اللهُ لكلِّ شيءٍ قدرًا.
1 / 409