297

Don't Be Sad

لا تحزن

Publisher

مكتبة العبيكان

Genres

فتلك امرأةٌ بغيٌّ منْ بني إسرائيل، سقتْ كلبًا على ظمأٍ، فغفر اللهُ لها وأدخلها الجنة، لمِا قام في قلبِها منْ إخلاصِ العملِ للهِ. وهذهِ حبست قطَّةً في غُرفةٍ، لا هي أطعمتْها، ولا سقتْها، ولا تركتْها تأكلُ منْ خشاشِ الأرضِ، فأدخلها اللهُ النار. فهذا ينفعُك ويُثلجُ صدرك بحيثُ تعلمُ أنه ﷾ يجزي على القليلِ، ويُثيبُ على العملِ الصغيرِ، ويُكافئُ عبدهُ على الحقيرِ. وعند البخاريِّ مرفوعًا: «أربعون خصْلةً، أعلاها منِحةُ العنزِ ما من عاملٍ يعملُ بخصلةٍ منها رجاء موعودِها وتصديق ثوابِها إلا أدخله اللهُ الجنة» ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ . فرِّجْ عنْ مكروبٍ، وأعطِ محرومًا، وانصرْ مظلومًا، وأطعمْ جائعًا، واسْقِ ظامئًا، وعُدْ مريضًا، وشيِّع جنازةً، وواسِ مصابًا، وقُدْ أُعْمى، وأرشِدْ تائِهًا، وأكرم ضيفًا، وبِرَّ جارًا، واحترمْ كبيرًا، وارحمْ صغيرًا، وابذُلْ طعامك، وتصدَّقْ بدِرْهمِك، وأحسِنْ لفظك، وكُفَّ أذاك، فإنه صدقةٌ لك. إنَّ هذه المعاني الجميلة، والصفاتِ السامية، منْ أعظمِ ما يجلبُ السعادة، وانشراح الصدرِ، وطردَ الهمِّ والغمِّ والقلق والحزن. لله دِرُّ الخُلُقِ الجميلِ، لو كان رجلًا لكان حَسَنَ الشّارةِ، طيِّب الرائحةِ حَسَنَ الذكْرِ، باسِم الوجهِ.

1 / 322