262

Don't Be Sad

لا تحزن

Publisher

مكتبة العبيكان

Genres

وكثيرٌ من الناسِ أحياءٌ، ولكنَّهم كالأمواتِ، لا يُدركون سرَّ حياتِهم، ولا يُقدمون لمستقبلهم ولا لأُمَّتِهمْ، ولا لأنفسِهم خيرًا ﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ﴾، ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ . إنَّ المرأة السوداء التي كانتْ تقُمُّ مسجد الرسول ﷺ قامتْ بدورِها في الحياةِ، ودخلتْ بهذا الدَّورِ الجنة ﴿وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾ . وكذلك الغلامُ الذي صَنَعَ المِنْبر للرسولِ ﷺ أدَّى ما عليهِ، وكسب اجرًا بهذا الأمرِ، لأنَّ موهلته في النّجارةِ ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ﴾ . سمحتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيَّةُ عام ١٩٨٥ م بدخولِ الدُّعاةِ المسلمين سجون أمريكا، لأنَّ المجرمين والمروِّجين والقَتَلَةَ، إذا اهتدَوْا إلى الإسلامِ، أصبحوا أعضاءً صالحين في مجتمعاتِهمْ ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ . دعاءانِ اثنانِ عظيمانِ، نافعانِ لمنْ أراد السَّداد في الأمورِ وضبْطِ النفسِ عند الأحداثِ والوقائعِ. الأولُ: حديثُ عليٍّ، أنَّ الرسول ﷺ قال لهُ: «قُلْ: اللهمَّ اهدنِي وسدِّدْني» . رواهُ مسلمٌ. الثاني: حديثُ حُصيْن بن عبيدٍ، عند أبي داود: قال له ﷺ: «قلْ: اللَّهمَّ ألهمني رُشدْي، وقِني شرَّ نَفَّسي» . إذا لمْ يكنْ عونٌ من اللهِ للفتى ... فأكثرُ ما يجني عليه اجتهادُهُ

1 / 287