وهذا التقسيم إذا نظرنا إليه من جهة الشخص الموحد فهو قسمان: توحيد العلم والاعتقاد، وتوحيد العبادة والعمل. وبالنظر إلى توحيد الله ﷾ فهو ثلاثة أنواع: فمن جهة انفراده بالخلق والرزق والتدبير يسمى توحيد الربوبية، ومن جهة انفراده بالأسماء الحسنى للعبادة يسمى توحيد الألوهية، أو توحيد العبادة والعمل.

١ انظر اقتضاء الصراط المستقيم ص٤٦٤ ومدارج السالكين ٣/٤٤٩ وشرح الطحاوية ص٣٥.

ب- شبهة المنكرين لهذا التقسيم والرد عليها أنكر بعض العلماء هذه التقسيم بحجة أن النبي ﷺ لم يقل ذلك ولم يرد عنه مثل هذا التقسيم، ويُرد عليهم بنقطتين: أولًا: أن هذا التقسيم وإن كان لم ينطق به الرسول ﷺ لفظًا إلا أن معناه قد ورد على لسانه ﵊، فهو يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ١، ومعروف أن العرب ما نازعوه في توحيد الرب، لإقرارهم بذلك كما سيأتي معنا، إنما نازعوه في توحيد الإله المعبود فقالوا: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ ٢ وعلى هذا لا يضرنا كون الرسول ﷺ لم يرد على لسانه لفظ توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فإن المعنى كان واردًا

١ الحديث رواه البخاري عن ابن عمر. في كتاب الإيمان باب ١٧ حديث رقم ٢٥ وفي مسلم جـ١ ص٢١٢. ٢ سورة ص آية ٥.