283

ʿAqīdat al-tawḥīd fī al-Qurʾān al-karīm

عقيدة التوحيد في القرآن الكريم

Publisher

مكتبة دار الزمان

Edition

الأولى ١٤٠٥هـ

Publication Year

١٩٨٥م

Genres

٢- دليل العجز
وفيه نقطتان:
أ- عجز الأصنام في الدنيا
ب- عجز الأصنام في الآخرة.
أ- عجز الأصنام في الدنيا
قال تعالى: ﴿يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ، يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ﴾ ٤، وقال تعالى: ﴿قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلًا﴾ ٢، وقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ ٤.
في هذه الآيات يذم الله تعالى عبدة الأوثان؛ لأنها لا تجلب نفعًا ولا تدفع ضرًّا عن نفسها ولا عن عابديها، ويأمر نبيه صلي الله عليه وسلم أن يجابههم سائلًا إياهم عن آلهتهم لتقريرهم بأنها لا تملك ضرًّا ولا نفعًا ولا تملك كذلك حماية عبادها من الله إن أرادهم بمكروه، فالحافظ الوحيد لخلقه ليلًا ونهارًا هو الله، وهذا ما ورد بقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا﴾ ٥، فقوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ بعد قوله: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ﴾

١ سورة الحج آية ١٢-١٣.
٢ سورة الإسراء آية ٥٦
٣ سورة الأنبياء آية ٤٢-٤٣.
٤ سورة الزمر آية ٣٨.
٥ سورة الرعد آية ١٦.

1 / 298