342
(فالاستواء على العرش في قوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥] هو الاستيلاء، ويؤيده قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق وجوابه فيما ادعى من أن معنى الاستواء أنه بمعنى الاستيلاء، وأنه ليس في لغة العرب ما يفيد ذلك، أن نقول: قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ [البقرة: ٢٩] قال: الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه: منها: انتهاء شباب الرجل وقوته، فيقال إذا صار ذلك: قد استوى الرجل. ومنها: استقامة ما كان فيه أود من الأمور والأسباب، يقال منه: استوى لفلان أمره١ إذا استقام له بعد أود. ومنه قول الطرماح بن حكيم:

١ في ط الرياض: "أمر".

1 / 341