Dīwān al-Hudhalīyīn
ديوان الهذليين
Publisher
الدار القومية للطباعة والنشر
Publisher Location
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
فأَمْكَنَّه مما يريد وَبعْضُهُمْ ... شَقِيٌّ لَدى خَيراتِهِنّ نَطِيحُ (١)
نَطِيح، أي كأنّ به نَطْحةً لا يُصيبُ خيرًا؛ وهذا مَثَلٌ. والْنَّطِيح: الكاسِفَ البال (٢).
ونازَعهُنَّ القَوْلَ حتّى ارْعَوَت له ... قُلوبٌ تَفادَىَ مَرّةً وتُرِيحُ (٣)
ارْعَوَتْ: انْكفّتْ (٤). تَفادى: يَتَّقِي (٥) بعضُها ببعض. تُرِيح: تُفِيق. وُيُرْوَى: تَزِيحُ (٦).
وأَغبَرَ ما يَجْتاُزُهُ مُتَوَضِّح الرِّ ... جالِ كفَرقِ العامِرِيِّ يَلُوحُ
أَغْبَر: طريق أَغْبَر، فهو أَخْفَى له. مُتَوَضِّحُ الرِّجال: الّذي يَظْهَر ولا يُكْتَم؛ ويقال: (صَحْوُة العِدَا) (٧) لا يَجوزُه إلاَّ مُسْتَخْفٍ، لأنّه مَخُوفٌ، وإنما يَجوزُه مَنْ دَخَلَ الخَمَرَ (٨).
وقوُله: كفَرْقِ العامِرِيّ، قالَ (٩): كان مِن بني عامرِ بنِ لؤيٍّ قوم لهم سَرْوٌ وجاهٌ، فأراد
(١) في رواية "فصيّ". مكان قوله: "شقي".
(٢) فسر النطيح أيضا في اللسان بأنه المشئوم؛ واستشهد بهذا البيت؛ وورد في الأصل قوله "البال" بياء بعد الأم، وهو تحريف.
(٣) في رواية "حتى انثنت له" وهو بمعنى ارعوت. يقول: إنه تحادث مع هؤلاء النسوة فأعجبن من حسن حديثه وحلاوته، وسكنت إليه قلوبهن، ثم وصف قلوب هؤلاء النسوة بأنها ليست على حال واحدة، فتارة تتفادى، وتارة تسكن إليه وتستريح.
(٤) في الأصل: "انكشفت"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما تقتضيه اللغة. وعبارة السكري: ارعوت، رجعت وسكنت.
(٥) في الأصل: "يبقى" وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا كما يقتضيه السياق.
(٦) في الأصل: "يريح" بالياء المثناة التحتية والراء المهملة؛ وهو تصحيف. ونقل السكري عن
أبي عمرو فى تفسير قوله "تزيح" بالزاي المعجمة أنها تتباعد.
(٧) كذا وردت هذه العبارة في الأصل؛ وهي غير واضحة المعنى. والذي في شرح السكرى: والعرب تقول: وضح بنعم، أي جعلها ظاهرة لعدوه ليراها فيغير عيها فيخرج هو كمينا عليه من خلفه النعم.
(٨) الخمر، هو ما واراك من شجر أو جبل أو نحو ذلك.
(٩) قال، أي الأصمعيّ.
1 / 118