117

Dīwān al-Hudhalīyīn

ديوان الهذليين

Publisher

الدار القومية للطباعة والنشر

Publisher Location

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

لا يُكْرمون كَرِيماتِ المخاَضِ وأَنْـ ... ـسَاهُمْ عَقائِلَها وجُوعٌ وتَرْزِيحُ (١)
عَقائلها: كَرائمها، وعَقيلَةُ الحيِّ، كَريمَتُهمْ. والترزِيح: لزُومُ الأرض؛ يقال: رازِمٌ رازِحٌ، وهو الّذى يَقَع هُزالا.
أَلْفَيْتَه لا يَذُمُّ الضَّيْفُ جَفْنَتَهُ ... والجارُ ذُو البَثِّ مَحْبُوٌ ومَمْنوحُ
ثم إذا فارَقَ الأَغْمادَ حُشْوَتُها * وصَرَّحَ الموتُ إنّ الموتَ تَصْرِيحُ (٢)
قال: أغمادُ السيوف فارقَتْها حُشوَتُها، يَعْني النُّصُول. وقولُه: صَرَّحَ، أي ظهَرَ وبدا. إنّ الموتَ تَصْريح، إذا ظهَر صَرَّحَ ولم يَخفَ؛ "وصَرَّحَ: انكَشَف (٣) وبدا".
وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأنّهمُ ... جُرْبٌ يدافِعُها الساقى مَنازِيحُ (٤)
صَرَّح الموتُ أي انكشَف. والمنَازِيح: اللَّواتي يطْلُبن الماءَ من مكان بعيد.
جُرْب: إبِلٌ جَرِبة.

(١) يقول: إن شدّة الجوع والهزال قد ألجأهم إلى أن ينحروا كرائم الإبل عندهم فلا يضنون بها.
وخص المخاض لأنها أنفس عندهم.
(٢) في رواية "حتى إذا" وروى أبو عمرو وخالد بن كلثوم "حتى إذا فارق الأسياف خلتها" والخلل: بطائن جفون السيوف. يشير بهذا البيت إلي الحرب وانسلال السيوف من الأغماد. ويريد وصف المرثي في هذا الموطن بعد أن وصفه بالكريم في شدّة الجدب.
(٣) يلاحظ أن في هذه العبارة تكرارا كما لا يخفى.
(٤) الغلب: الغلاظ الأعناق، الواحد أغلب. وقد شبه الأبطال في الحرب بالإبل الجربة التي لا يدنى منها. ويريد بقوله: "يدافعها الساقي" الخ أن تلك الإبل الجرب تطلب الماء من مكان بعيد والساقي يدافعها عن غشيان الماء لئلا تختلط بالإبل السليمة فتعديها، وهي تغالب الساقي وتزدحم عليه. ووصفها لأنها تطلب الماء من بعيد لأنها إذ ذاك يكون أحرص على الورد.

1 / 109