287

Diwan

ديوان الشريف الرضي

Genres

Poetry

ولا كنت ترضى أن تصح ببلدة، # إذا قيل: عضو من زمانك فاسد

أيا غدوة ساء الحسين صباحها، # وسر العدى فيها الزمان المعاند

لحققت عندي أن كل صبيحة # مجاجة سم، والليالي أساود (1)

يعرفك الإخوان كل بنفسه، # وخير أخ من عرفتك الشدائد

وطاغ يعير البغي غرب لسانه، # وليس له عن جانب الدين ذائد (2)

شننت عليه الحق حتى رددته # صموتا، وفي أنيابه القول راقد (3)

يدل بغير الله عضدا وناصرا، # وناصرك الرحمن، والمجد عاضد (4)

تعير رب الخير بالي عظامه، # ألا نزهت تلك العظام البوائد

ولكن رأى سب النبي غنيمة، # وما حوله إلا مريب وجاحد

ولو كان بين الفاطميين رفرفت # عليه العوالي والظبى والسواعد

ألا إن جدب الحلم عندك مخصب، # وإن لئيم المجد عندك رافد (5)

ضجرت من العلياء فاخترت عزلها، # كأنك قد أفنت نداك المحامد

تركت قلوصا بالفلاة ووحشها، # تجاذبه عن نفسه وتراود

ستذكرك الأرماح وهي قوارب، # وليس لها إلا القلوب موارد (6)

حوى المجد يا قيس بن عيلان ماجد، # وجل، فما يلقى له فيه حاسد

فتى يحتوي أرماحكم، وهو صارم، # ويسري جيوشا نحوكم، وهو واحد

ويوم عويث، والسيوف بوارق، # تظل المنايا، والقسي رواعد

رددتهم، والسمر بين ظهورهم # تعقل فيه الموت، والموت شارد (7)

Page 291