فتى نفحتني منه ريح بليلة، # تغادر عودي وهو ريان مائد
ومد بضبعي يوم لا العزم ناصر، # ولا الرمح مناع، ولا العضب ذائد (1)
وساعد جدي في بلوغي إلى العلى، # وما بلغ الآمال إلا المساعد (2)
على حين ولاني المقارب صده، # وزاد على الصد العدو المباعد
تود العلى طلابها، وهو وادع، # ويبلغ ما لم يبلغوا، وهو قاعد (3)
يخلى له عن كل عز وسؤدد، # ويلقى إليه في الأمور المقالد (4)
أنيس سروج الخيل في كل ظلمة، # وبين الغواني مضجع منه بارد
هموم تناجى بالعلاء وهمة # لها فارط في كل مجد ورائد (5)
يعلمه بهرام كل شجاعة، # ويقطعه أقصى المعالي عطارد (6)
وكيف يغص الأقربون بورده # وقد نهلت منه الرجال الأباعد
لك الله ما الآمال إلا ركائب، # وأنت لها هاد وحاد وقائد
أبي لك إلا الفضل نفس كريمة، # ورأي إلى فعل الجميل معاود
وطود من العلياء مدت سموكه # فطالت ذراه واطمأن القواعد
وإني لأرجو من علائك دولة # تذلل لي فيها الرقاب العواند
ويوما يظل الخافقين بمزنة # رذاذ، غواديها الرءوس الشوارد
لأعقد مجدا يعجز الناس حله، # وتنحل من هام الأعادي معاقد
فمن ذا يراميني ولي منك جنة، # ومن ذا يدانيني ولي منك عاضد (7)
علي رداء من جمالك واسع، # وعندي عز من جلالك خالد
Page 277