حسبتم بأن الملك هيضت جبوره، # وأن سوام المجد أصبحن شردا (1)
لها اليوم راع لا يراع سوامه، # أذل لها نهج الطريق وعبدا (2)
إذا طمع الأعداء فيها أجارها، # وأرتعها بين العوالي، وأوردا
وإن قوام الدين قد عب بحره # وعيدا أقام الخالعين وأقعدا
تقوه، فبينا تنظر البحر ساكنا # إلى أن تراه شائل اللج مزبدا (3)
أأطمعكم أن الحسام قضى المنى # ولم يبق عند الدهر ثأرا، فأغمدا
وإني ضمين إن تجرد مازق # لغاو من الأيام أن يتجردا
أما يرهب القطاع إلا مجردا، # أما يتقى العسال إلا مسددا (4)
ليهن الليالي والمعالي أنها # إثابة برء عدها المجد مولدا
على حين طارت بالقلوب مخافة، # أطير فريص الملك منها وأرعدا (5)
وأصبحت الآمال غرثى ظمية، # يواعدن من نعماك مرعى وموردا (6)
فلو يستطيع الدهر من بعد هذه، # لألبسك اليوم التميم المعقدا (7)
بأي منال أم بأية أذرع # تعاطيتم اليوم البناء العطودا (8)
بناء أقام المجد فيه عماده، # وقرره تحت العوالي، ووطدا
كدأبكم منه غداة حداكم، # تشاغله الآذان عن طرب الحدا
وكبكم كب الحجيج هديه # يحثحثها نخس النصال إلى المدى (9)
Page 264