Diwan

ديوان أبي تمام

Genres

Poetry

البحر : كامل تام 1

يا موضع الشذنية الوجناء

ومصارع الإدلاج والإسراء

2

أقري السلام معرفا ومحصبا

من خالد المعروف والهيجاء

3

سيل طما لو لم يذده ذائد

لتبطحت أولاه بالبطحاء

4

وغدت بطون منى منى من سيبه

وغدت حرى منه ظهور حراء

5

وتعرفت عرفات زاخره ولم

يخصص كداء منه بالإكداء

6

ولطاب مرتبع بطيبة واكتست

بردين : برد ثرى وبرد ثراء

7

لا يحرم الحرمان خيرا إنهم

حرموا به نوءا من الأنواء

8

يا سائلي عن خالد وفعاله

رد فاغترف علما بغير رشاء

9

انظر وإياك الهوى لا تمكنن

سلطانه من مقلة شوساء

10

تعلم من افترعت صدور رماحه

وسيوفه من بلدة عذراء

11

Page 1

ودعا فأسمع بالأسنة واللهى

صم العدى في صخرة صماء

12

بمجامع الثغرين ما ينفك من

جيش أزب وغارة شعواء

13

من كل فرج للعدو كأنه

فرج حمى إلا من الأكفاء

14

قد كان خطب عاثر فأقاله

رأي الخليفة كوكب الخلفاء

15

فخرجت منه كالشهاب ولم تزل

مذ كنت خراجا من الغماء

16

ما سرني بخداجها من حجة

ما بين أندلس إلى صنعاء

17

أجر ولكن قد نظرت فلم أجد

أجرا يفي بشماتة الأعداء

18

لو سرت لالتقت الضلوع على أسى

كلف قليل السلم للأحشاء

19

ولجف نوار الكلام وقلما

يلفى بقاء الغرس بعد الماء

20

Page 2

فالجو جوي إن أقمت بغبطة

والأرض أرضي والسماء سمائي

البحر : بسيط تام 1

فحواك عين على نجواك يامذل

حتام لايتقضى قولك الخطل ! ؟

2

وإن أسمج من تشكو إليه هوى

من كان أحسن شيء عنده العذل

3

ما أقبلت أوجه اللذات سافرة

مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول

4

إن شئت ألا ترى صبرا لمصطبر

فانظرعلى أي حال أصبح الطلل

5

كأنماجادمغناه ، فغيره

دموعنا ، يوم بانوا ، وهي تنهمل

6

ولوتراهم وإيانا وموقفنا

في مأتم البين لاستهلالنا زجل

7

من حرقة أطلقتها فرقة أسرت

قلبا ومن غزل في نحره عذل

8

وقدطوى الشوق في أحشائنابقر

عين طوتهن في أحشائها الكلل

9

فرغن للسحرحتى ظل كل شج

حران في بعضه عن بعضه شغل

10

يخزي ركام النقا ما في مآزرها

ويفضح الكحل في أجفانهاالكحل

11

Page 3

تكاد تنتقل الأرواح لوتركت

من الجسوم إليها حيث مكة الهمل

12

هانت على كل شيء فهو يسفكها

حتى المنازل والأحداج والإبل

13

بالقائم الثامن المستخلف اطأدت

قواعد الملك ممتدا لها الطول

14

بيمنمعتصم باللهلاأود

بالملك مذضم قطريه ولاخلل

15

يهني الرعية أن الله مقتدرا

أعطاهم بأبي إسحاق ما سألوا

16

لو كان في عاجل من آجل بدل

لكان في وعده من رفده بدل

17

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له

حتى ظننت قوافيه ستقتتل

18

لولا قبولي نصح العزم مرتحلا

لراكضاني إليه الرحل والجمل

19

له رياض ندى لم يكب زهرتها

خلف ولم تتبختر بينها العلل

20

مدى العفاة فلم تحلل به قدم

إذ اخلع الليل النهار رأيتها

21

Page 4

ماإن يبالي إذا حلى خلائقه

بجوده أي قطريه حوى العطل

22

كأن أمواله والبذل يمحقها

نهب تعسفه التبذير أو نفل

23

شرست بل لنت بل قانيت ذاك بذا

فأنت لاشك فيك أنت السهل والجبل

24

يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعا

من راحتيك درى ماالصاب والعسل

25

صلى الإله على العباس وانبجست

على ثرى حلة الوكافة الهطل

26

ذاك الذي كان لوأن الأنام له

نسل لما راضهم جبن ولا بخل

27

أبو النجوم التي ما ضن ثاقبها

أن لم يكن برجه ثور ولاحمل

28

من كل مشتهر في كل معترك

لم يعرف المشتري فيه ولا زحل

29

يحميه لألاؤه أولوذعيته

من أن يذال بمن أو ممن الرجل

30

Page 5

ومشهد بين حكم الذل منقطع

صاليه أو بحبال الموت متصل

31

ضنك إذاخرست أبطاله نطقت

فيه الصوارم والخطية الذبل

32

لايطمع المرءأن يجتاب غمرته

بالقول ما لم يكن جسرا له العمل

33

جليت والموت مبد حر صفحته

وقد تفرعن في أوصاله الأجل

34

أبحت أوعاره بالضرب وهو حمى

للحرب يثبت فيه الروع والوهل

35

آل النبي إذا ما ظلمة طرقت

كانوا لنا سرجا أنتم لها شعل

36

يستعذبون مناياهم كأنهم

لا يبأسون من الدنيا إذا قتلوا

37

قوم إذاوعدواأو أوعدوا غمروا

صدقا ذوائب ما قالوا بما فعلوا

38

أسد العرين إذا ما الروع صبحها

أوصبحته ، ولكن غابها الاسل

39

تناول الفوت أيدي الموت قادرة

إذا تناول سيفا منهم بطل

40

Page 6

ليسقم الدهر أو تصحح مودته

فاليوم أول يوم صح لي أمل

41

أدنيت رحلي إلى مدن مكارمه

إلي يهتبل اللذ حيث أهتبل

42

يحميه حزم لحزم البخل مهتضم

جودا وعرض لعرض المال مبتذل

43

فكر ، إذا راضه راض الأمور به

رأي تفنن فيه الريث والعجل

44

قد جاء من وصفك التفسير معتذرا

بالعجز ، إن لم يغثني الله والجمل

45

لقد لبست أميرالمؤمنين بها

حليا نظاماه بيت سار أومثل

46

Page 7

غريبة تؤنس الآداب وحشتها

فما تحل على قوم ، فترتحل

البحر : رجز تام 1

ألا ترى ما أصدق الأنواء

قد أفنت الحجرة والللأواء ؟

2

فلو عصرت الصخر صار ماء

من ليلة بتنا بها ليلاء

3

Page 8

ان هي عادت ليلة عداء

أصبحت الأرض إذن سماء

البحر : كامل تام 1

قدك ائئب أربيت في الغلواء

كم تعذلون وأنتم سجرائي

2

لا تسقني ماء الملام فإنني

صب قد استعذبت ماء بكائي

3

ومعرس للغيث تخفق بينه

رايات كل دجنة وطفاء

4

نشرت حدائقه فصرن مآلفا

لطرائف الأنواء والأنداء

5

فسقاه مسك الطل كافور الصبا

وانحل فيه خيط كل سماء

6

غني الربيع بروضه ، فكأنما

أهدى إليه الوشي من صنعاء

7

صبحته بسلافة صبحتها

بسلافة الخلطاء والندماء

8

بمدامة تغدو المنى لكؤوسها

خولا على السراء والضراء

9

راح إذا ما الراح كن مطيها

كانت مطايا الشوق في الأحشاء

10

عنبية ذهبية سكبت لها

ذهب المعاني صاغة الشعراء

11

Page 9

أكل الزمان لطول مكث بقائها

ما كان خامرها من الأقذاء

12

صعبت وراض المزج سيء خلقها

فتعلمت من حسن خلق الماء

13

خرقاء يلعب بالعقول حبابها

كتلعب الأفعال بالأسماء

14

وضعيفة فإذا أصابت فرصة

قتلت ، كذلك قدرة الضعفاء

15

جهمية الأوصاف إلا أنهم

قد لقبوها جوهر الأشياء

16

وكأن بهجتها وبهجة كأسها

نار ونور قيدا بوعاء

17

أو درة بيضاء بكر أطبقت

حبلا على ياقوتة حمراء

18

ومسافة كمسافة الهجر ارتقى

في صدر باقي الحب والبرحاء

19

بيد لنسل العيد في أملودها

ما ارتيد من عيد ومن عدواء

20

Page 10

مزقت ثوب عكوبها بركوبها

والنار تنبع من حصى المعزاء

21

وإلى ابن حسان اعتدت بي همة

وقفت عليه خلتي وإخائي

22

لما رأيتك قد غذوت مودتي

بالبشر واستحسنت وجه ثنائي

23

أنبطت في قلبي لوأيك مشرعا

ظلت تحوم عليه طير رجائي

24

فثويت جارا للحضيض وهمتي

قد طوقت بكواكب الجوزاء

25

إيه فدتك مغارسي ومنابتي

إطرح غناءك في بحور عنائي

26

يسر لقولك مهر فعلك إنه

ينوي افتضاض صنيعة عذراء

27

وإلى محمد ابتعثت قصائدي

ورفعت للمستنشدين لوائي

28

وإذا تشاجرت الخطوب قريتها

جدلا يقل مضارب الأعداء

29

يا غاية الأدباء والظرفاء بل

يا سيد الشعراء والخطباء

30

يحيى بن ثابت الذي سن الندى

وحوى المكارم من حيا وحياء

البحر : طويل 1

Page 11

أجل أيها الربع الذي خف آهله

لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله

2

وقفت وأحشائي منازل للأسى

به ، وهو قفر قد تعفت منازله

3

أسائلكم ماباله حكم البلى

عليه ، وإلا فاتركوني أسائله

4

لقد أحسن الدمع المحاماة ، بعدما

أساء الأسى إذ جاور القلب داخله

5

دعا شوقه يا ناصر الشوق دعوة

فلباه طل الدمع يجري ووابله

6

بيوم تريك الموت في صورة النوى

أواخره من حسرة وأوائله

7

وقفنا على جمر الوداع ، عشية

ولا قلب ، إلا وهو تغلي مراجله

8

وفي الكلة الصفراء جؤذر رملة

غدا مستقلا والفراق معادله

9

تيقنت أن البين أول فاتك

به مذ رأيت الهجر ، وهو يغازله

10

Page 12

يعنفني أن ضقت ذرعا بنأيه

ويجزع أن ضاقت عليه خلاخله

11

أتتك أمير المؤمنين وقد أتى

عليها الملأ دماثه وجراوله

12

وصلن السرى بالوخد في كل صحصح

وبالسهد الموصول والنوم خاذله

13

رواحلنا الليل النهار رأيتها

بإرقالها من كل وجه تقابله

14

إلى قطب الدنيا الذي لو بفضله

مدحت بني الدنيا كفتهم فضائله

15

من البأس والمعروف والجود والتقى

عيال عليه رزقهن شمائله

16

جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة

أضاء لها من كوكب الحق آفله

17

ولاذت بحقويه الخلافة والتقت

على خدرها أرماحه ومناصله

18

أتته مغذا قد أتاها كأنها ،

ولا شك ، كانت قبل ذاك تراسله

19

بمعتصم بالله قد عصمت به

عرى الدين والتفت عليها وسائله

20

Page 13

رعى الله فيه للرعية رأفة

تزايله الدنيا وليست تزايله

21

فأضحوا ، وقد فاضت إليه قلوبهم

ورحمته فيهم تفيض ونائله

22

وقام ، فقام العدل في كل بلدة

خطيبا وأضحى الملك قد شق بازله

23

وجرد سيف الحق حتى كأنه

من السل مسود غمده وحمائله

24

رضينا على رغم الليالي بحكمه

وهل دافع أمرا وذو العرش قائله !

25

لقد حان من يهدي سويداء قلبه

لحد سنان في يد الله عامله

26

وكم ناكث للعهد قد نكثت به

أمانيه واستخذى لحقك باطله

27

فأمكنته من رمة العفو رأفة

ومغفرة إذ أمكنتك مقاتله

28

وحاط له الإفرار بالذنب روحه

وجثمانه إذ لم تحطه قبائله

29

إذا مارق بالغدر حاول غدرة

فذاك حري أن تئيم حلائله

30

فإن باشر الإصحار فالبيض والقنا

قراه وأحواض المنايا مناهله

31

Page 14

وإن يبن حيطانا عليه ، فإنما

أولئك عقالاته لا معاقله

32

وإلا فأعلمه بأنك ساخط

ودعه فإن الخوف لا شك قاتله

33

بيمن أبي إسحاق طالت يد العلى

وقامت قناة الدين واشتد كاهله

34

هو اليم من أي النواحي أتيته

فلجته المعروف والجود ساحله

35

تعود بسط الكف حتى لو أنه

ثناها لقبض لم تجبه أنامله

36

ولو لم يكن في كفه غير روحه

لجاد بها ، فليتق الله سائله

37

عطاء لو اسطاع الذي يستميحه

لأصبح من بين الورى وهو عاذله

38

إذا آمل ساماه قرطس في المنى

مواهبه حتى يؤمل آمله

39

لهى تستثير القلب لولا اتصالها

بحسن دفاع الله وسوس سائله

40

إمام الهدى وابن الهدى أي فرحة

تعجلها فيك القريض وقائله !

41

Page 15

رجاؤك للباغي الغنى عاجل الغنى

وأول يوم من لقائك آجله

البحر : بسيط تام 1

Page 16

السيف أصدق أنباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

2

بيض الصفائح لا سود الصحائف في

متونهن جلاء الشك والريب

3

والعلم في شهب الأرماح لامعة

بين الخميسين لافي السبعة الشهب

4

أين الرواية بل أين النجوم وما

صاغوه من زخرف فيها ومن كذب

5

تخرصا وأحاديثا ملفقة

ليست بنبع إذا عدت ولاغرب

6

عجائبا زعموا الأيام مجفلة

عنهن في صفر الأصفار أو رجب

7

وخوفوا الناس من دهياء مظلمة

إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب

8

وصيروا الأبراج العليا مرتبة

ما كان منقلبا أو غير منقلب

9

يقضون بالأمر عنها وهي غافلة

ما دار في فلك منها وفي قطب

10

لو بينت قط أمرا قبل موقعه

لم تخف ماحل بالأوثان والصلب

11

Page 17

فتح الفتوح تعالى أن يحيط به

نظم من الشعر أو نثر من الخطب

12

فتح تفتح أبواب السماء له

وتبرز الأرض في أثوابها القشب

13

يا يوم وقعة عمورية انصرفت

منك المنى حفلا معسولة الحلب

14

أبقيت جد بني الإسلام في صعد

والمشركين ودار الشرك في صبب

15

أم لهم لو رجوا أن تفتدى جعلوا

فداءها كل أم منهم وأب

16

وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها

كسرى وصدت صدودا عن أبي كرب

17

بكر فما افترعتها كف حادثة

ولا ترقت إليها همة النوب

18

من عهد إسكندر أو قبل ذلك قد

شابت نواصي الليالي وهي لم تشب

19

حتى إذا مخض الله السنين لها

مخض البخيلة كانت زبدة الحقب

20

أتتهم الكربة السوداء سادرة

منها وكان اسمها فراجة الكرب

21

Page 18

جرى لها الفال برحا يوم أنقرة

إذ غودرت وحشة الساحات والرحب

22

لما رأت أختها بالأمس قد خربت

كان الخراب لها أعدى من الجرب

23

كم بين حيطانها من فارس بطل

قاني الذوائب من آني دم سرب

24

بسنة السيف والخطي من دمه

لاسنة الدين والإسلام مختضب

25

لقد تركت أمير المؤمنين بها

للنار يوما ذليل الصخر والخشب

26

غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى

يشله وسطها صبح من اللهب

27

حتى كأن جلابيب الدجى رغبت

عن لونها وكأن الشمس لم تغب

28

ضوء من النار والظلماء عاكفة

وظلمة من دخان في ضحى شحب

29

فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت

والشمس واجبة من ذا ولم تجب

30

تصرح الدهر تصريح الغمام لها

عن يوم هيجاء منها طاهر جنب

31

Page 19

لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على

بان بأهل ولم تغرب على عزب

32

ما ربع مية معمورا يطيف به

غيلان أبهى ربى من ربعها الخرب

33

ولا الخدود وقد أدمين من خجل

أشهى إلى ناظري من خدها الترب

34

سماجة غنيت منا العيون بها

عن كل حسن بدا أو منظر عجب

35

وحسن منقلب تبقى عواقبه

جاءت بشاشته من سوء منقلب

36

لو يعلم الكفر كم من أعصر كمنت

له العواقب بين السمر والقضب

37

تدبير معتصم بالله منتقم

لله مرتقب في الله مرتغب

38

ومطعم النصر لم تكهم أسنته

يوما ولا حجبت عن روح محتجب

39

لم يغز قوما ، ولم ينهد إلى بلد

إلا تقدمه جيش من الرعب

40

لو لم يقد جحفلا ، يوم الوغى ، لغدا

من نفسه ، وحدها ، في جحفل لجب

41

Page 20