الديوان
1 / 9
-١ -
قال [من البسيط]:
١ - أَودى الشَبابُ حَميدًا ذو التَعاجيبِ ... أَودى وَذَلِكَ شَأوٌ غَيرُ مَطلوبِ
٢ - وَلّى حَثيثًا وَهَذا الشَيبُ يَطلُبُهُ ... لَو كانَ يُدرِكُهُ رَكضُ اليَعاقيبِ
1 / 11
٣ - أَودى الشَبابُ الَّذي مَجدٌ عَواقِبُهُ ... فيهِ نَلَذُّ وَلا لَذّاتِ لِلشيبِ
٤ - يَومانِ يَومُ مَقاماتٍ وَأَندِيَةٍ ... وَيَومُ سَيرٍ إِلى الأَعداءِ تَأويبِ
1 / 12
٥ - وَكَرُّنا خَيلَنا أَدراجَها رُجُعًا ... كُسَّ السَنابِكِ مِن بَدءٍ وَتَعقيبِ
٦ - وَالعادِياتُ أَسابِيُّ الدِماءِ بِها ... كَأَنَّ أَعناقَها أَنصابُ تَرجيبِ
1 / 13
٧ - مِن كُلِّ حَتٍّ إِذا ما اِبتَلَّ مُلبَدُهُ ... ضافي السَبيبِ أَسيلِ الخَدِّ يَعبوبِ
٨ - لَيسَ بِأَقنى وَلا أَسفى وَلا سَغِلٍ ... يُسقى دَواءَ قَفِيِّ السَكنِ مَربوبِ
1 / 14
٩ - في كُلِّ قائِمَةٍ مِنهُ إِذا اِندَفَعَت ... مِنهُ أَساوٍ كَفَرغِ الدَلوِ أُثعوبِ
١٠ - كَأَنَّهُ يَرفَئِيٌّ نامَ عَن غَنَمٍ ... مُستَنفَرٍ في سَوادِ اللَيلِ مَذؤوبِ
1 / 15
١١ - تَمَّ الدَسيعُ إِلى هادٍ لَهُ بَتِعٍ ... في جُؤجُؤٍ كَمَداكِ الطيبِ مَخضوبِ
١٢ - تَظاهَرَ النَيُّ فيهِ فَهوَ مُحتَفِلٌ ... يُعطي أَساهِيَّ مِن جَريٍ وَتَقريبِ
١٣ - يُحاضِرُ الجونَ مُخضَرًّا جَحافِلُها ... وَيَسبِقُ الأَلفَ عَفوًا غَيرَ مَضروبِ
1 / 16
١٤ - كَم مِن فَقيرٍ بِإِذنِ اللَهِ قَد جَبَرَت ... وَذي غِنىً بَوَّأَتهُ دارَ مَحروبِ
١٥ - مِمّا يُقَدِّمُ في الهَيجا إِذا كُرِهَت ... عِندَ الطِعانِ وَيُنجي كُلَّ مَكروبِ
١٦ - هَمَّت مَعَدٌّ بِنا هَمًّا فَنَهنَهَها ... عَنّا طِعانٌ وَضَربٌ غَيرُ تَذبيبِ
١٧ - بِالمَشرَفِيِّ وَمَصقولٍ أَسِنَّتُها ... صُمِّ العَوامِلِ صَدقاتِ الأَنابيبِ
1 / 17
١٨ - يَجلو أَسِنَّتَها فِتيانُ عادِيَةٍ ... لا مُقرِفينَ وَلا سودٍ جَعابيبِ
١٩ - سَوّى الثِقافُ قَناها فَهيَ مُحكَمَةٌ ... قَليلَةُ الزيغِ مِن سَنٍّ وَتَركيبِ
٢٠ - كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ لَحِقوا ... مَواتِحُ البِئرِ أَو أَشطانُ مَطلوبِ
1 / 18
٢١ - كِلا الفَريقَينِ أَعلاهُم وَأَسفَلُهُم ... شَجٍ بِأَرماحِنا غَيرَ التَكاذيبِ
٢٢ - إِنّي وَجَدتُ بَني سَعدٍ يُفَضِّلُهُم ... كُلُّ شِهابٍ عَلى الأَعداءِ مَصبوبِ
٢٣ - إِلى تَميمٍ حُماةِ الثَغرِ نِسبَتُهُم ... وَكُلِّ ذي حَسَبٍ في الناسِ مَنسوبِ
٢٤ - قَومٌ إِذا صَرَّحَت كَحلٌ بِيوتُهمُ ... عِزُّ الذَليلِ وَمَأوى كُلِّ قُرضوبِ
1 / 19
٢٥ - يُنجيهِمِ مِن دَواهي الشَرِّ إِن أَزَمَت ... صَبرٌ عَلَيها وَقِبصٌ غَيرُ مَحسوبِ
٢٦ - كُنّا نَحُلُّ إِذا هَبَّت شَآمِيةً ... بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ البَطنِ مَجدوبِ
1 / 20
٢٧ - شيبِ المَبارِكِ مَدروسٍ مَدافِعُهُ ... هابي المَراغِ قَليلِ الوَدقِ مَوظوبِ
1 / 21
٢٨ - كُنّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ ... كانَ الصُراخُ لَهُ قَرعَ الظَنابيبِ
1 / 22
٢٩ - وَشَدَّ كورٍ عَلى وَجناءَ ناجِيَةٍ ... وَشَدَّ لِبدٍ عَلى جَرداءَ سُرحوبِ
٣٠ - يُقالُ مَحبِسُها أَدنى لِمَرتَعِها ... وَلَو تَعادى بِبَكءٍ كُلُّ مَحلوبِ
1 / 23
٣١ - حَتّى تُرِكنا وَما تُثنى ظَعائِنُنا ... يَأخُذنَ بَينَ سَوادِ الخَطِّ فَاللوبِ
1 / 24
-٢ -
وقال [من الكامل]:
١ - هاجَ المُنازِلُ رِحلَةَ المُشتاقِ ... دِمَنٌ وَآياتٌ لَبِثنَ بَواقي
٢ - لَبِسَ الرَوامِسُ وَالجَديدُ بِلاهُما ... فَتُرِكنَ مِثلَ المُهرَقِ الأَخلاقِ
٣ - لِلحارِثِيَّةِ قَبلَ أَن تَنأى النَوى ... بِهِمِ وَإِذ هِيَ لا تُريدُ فِراقي
1 / 25
٤ - وَمَجَرُّ سارِيَةٍ تَجُرُّ ذِيولَها ... نَوسَ النَعامِ تُناطُ بِالأَعناقِ
٥ - مِصرِيَّةٍ نَكباءَ أَعرَضَ شيمُها ... بِأُشابَةٍ فَزَرودَ فَالأَفلاقِ
٦ - هَتَكَت عَلى عوذِ النِعاجِ بِيوتَها ... فَيَقَعنَ لِلرُكباتِ وَالأَوراقِ
٧ - فَتَرى مَذانِبَ كُلِّ مَدفَعِ تَلعَةٍ ... عَجِلَت سَواقيها مِنَ الإِتآقِ
1 / 26
٨ - فَكَأَنَّ مَدفَعَ سَيلِ كُلِّ دَميثَةٍ ... يُعلى بِذي هُدُبٍ مِنَ الأَعلاقِ
٩ - مِن نَسجِ بُصرى وَالمَدائِنِ نُشِّرَت ... لِلبَيعِ يَومَ تَحَضُّرِ الأَسواقِ
١٠ - فَوَقَفتُ فيها ناقَتي فَتَحَنَّنَت ... لِهَوى الرَواحِ تَتوقُ كُلَّ مَتاقِ
١١ - حَتّى إِذا هِيَ لَم تُبِن لِمُسائِلٍ ... وَسَعَت رِياحُ الصَيفِ بِالأَصياقِ
١٢ - أَرسَلتُ هَوجاءَ النَجاءِ كَأَنَّها ... إِذ هَمَّ أَسفَلُ حَشوِها بِنَفاقِ
1 / 27
١٣ - مُتَخَرِّفٌ سَلَبَ الرَبيعُ رِدائَهُ ... صَخِبُ الظَلامِ يُجيبُ كُلَّ نُهاقِ
1 / 28
١٤ - مِن أَخدَرِيّاتِ الدَنا اِلتَفَعَت لَهُ ... بُهمى النِقاعِ وَلَجَّ في إِحناقِ
١٥ - صَخِبُ الشَوارِبِ وَالوَتينِ كَأَنَّهُ ... مِمّا يُغَرِّدُ مَوهِنًا بِخِناقِ
١٦ - في عانَةٍ شُسُبٍ أَشَدَّ جِحاشَها ... شُزُبٍ كَأَقواسِ السَراءِ دِقاقِ
1 / 29