217

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genres

ألاقيك ، أرصفة في (الرياض) ... وأوراق مزرعة في (الكويت)

ومكنة في رمال الخليج ... وشبت عن يديك ، وأنت أختفت

واسفلت أسواق مستعمر ... أضأت مسافاتها ، وانطفيت

ورويتها من عصير الجبين ... وأنت كصحرائها ، ما ارتويت

***

فكنت هنالك ، سر الحضور ... و(شيكا) هنا ، كل فصلين (كيت)

بريدا : لنا شجن ، كيف (سعد) ... و(أروى) ؟ وهل طال قرنا (سبيت)

***

ولكن متى مت ، ينبي العبير ... على ساعديك ، وعن ما ابتنيت

وما دمت تبني ، وتهدي سواك ... سيحكون ، منك إليك اهتديت

ومن تجربات النهايات ، جئت ... وليدا ، وقبل البزوغ انتفيت

أمثل الربيع ، لبست المغيب ... وأنضر من كل آت أتيت

طيف ليلي

هز كفيه ، وأرجف ... لحظة ، ثم توقف

وبلا داع ، تأتي ... مثل من ينوي ، ويأسف

مثل من بالخوف يردي ... وهو من قتلاه ، أخوف

***

مرحبا شرفت ، لكن ... ما اسمه ؟ من أين شرف ؟

فجأة جاء ، كوحش ... وعلى الفور ، تلطف

غابه شم عبر (القات ) ... فأحضر وفوف

وارتدى جلدا (معينبا) ... وجلبانا منصف

وتبدى ، كنديم ... كمغولي ، تصوف

كطفيلي ، قديم ... خارج من جوف مقصف

***

كان في يمناه تابوت ... وفي يسراه معزف

لونه من كل واد ... شكله من كل متحف

وله وجه شتائي ... وسروال مزخرف

وقوام شبه قزم ... وقذال ، نصف أهيف

وفضول يملك الدنيا ... بدينار مزيف

هكذا يبدو ، ولكن ... سر ماضيه ، مغلف

ربما كان أميرا ... أو لسمسار موظف

أو (لذي ريدان) سيفا ... أو لخيل الفرس ملعف

أو حصانا لجبان ... أو نبيا ، دون مصحف

***

ربما مات مرارا ... ربما أبقى ، وأتلف

ربما أشتى بنيسان ... وفي كانون ، صيف

ربما للريح غنى ... ربما للصمت ، ألف

فهو يلغو ، كغبي ... وبرائي ، كالمثقف

مثل من يغني ، ويحكي ... غير ما يبغي ، محرف

***

يعرف الباب ، فيدنو و... ثم ينسى ، ما تعرف

حلمه أكبر من عينيه ... من كفيه أعنف

يركض الشك بهدبيه ... ويستلقي ، كمترف تسعل الأشياء كالأطفال ... كالفيران تزحف

Page 218