155

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genres

لبى الدم الغالي دم ... أغلى الى الداعي عجول

من مات ؟ واستحيا السؤال وأطرق الرد الخجول

أهنا ((الزبيري)) المضرج ؟ ... بل هنا شعب قتيل

وأعادت القمم الحكاية ... واستعادتها السهول

من ذا انطوى ؟ علم ... خيوط نسيجه الألم البتول

في كل خفق منه ((جبريل)) ... وفي فمه رسول

بدأ الرعيل به السرى ... فكبا وسار به رعيل

وخبا وراء حنينه ... جيل ، واشرق فيه جيل

وعلى الحراب أتم أشواطا ، مداها المستحيل

وعلى منى ميلاده الثاني تكاتفت الفلول

لفظ البلى غربان ((واق الواق)) وانثنت (( المغول))

فاحتز رحلته الرصاص النذل والطين العميل

فغفى وصدق الفجر في ... نظراته سحر بليل

أتقول عاجله الافول ؟ ... فكيف أشعله الافول ؟

فعلى الجبال من اسمه ... شعل مجنحة تجول

وصدى تعنقده الربى ... وهوى تسنبله الحقول

وبكل مرمى ناظر ... من لمحة صحو غسيل

كيف انتهى ولخطوه ... في كل ثانيه هديل

هو في النهار الذكريات ... وفي الدجى الحلم الكحيل

وهنا ضحى من جرحه ... وهناك من دمه أصيل

غرب الشهيد وبينه ... والمنتهى الموعود ((ميل))

من ذا يكر الى مداه ؟ ... وقد خلا منه السبيل

فليبتهج دمه الى ... أبعاد غايته وصول

أو ما رأى الشهداء كيف ؟ ... اخضوضرت بهم الفصول

فرشوا ((السعيدة )) بالربيع ... ليهنأ الصيف البذول

ومضوا لوجهتهم ويبقى الخصب ان مضت السيول

أنسى ان أموت

تمتصني أمواج هذا الليل في شره صموت

وتعيد ما بدأت ... وتنوي أن تفوت ولا تفوت

فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوت

وتقول لي : مت أيها الذواي ... فأنسى أن أموت

***

لكن في صدري دجى الموتى وأحزان البيوت

ونشيج أيتام ... بلا مأوى ... بلا ماء وقوت

وكآبة الغيم الشتائي وارتجاف العنكبوت

وأسى بلا اسم ... واختناقات بلا اسم أو نعوت

***

من ذا هنا ؟ غير ازدحام الطين يهمس أو يصوت

غير الفراغ المنحي ... يذوي ... لايصر على الثبوت وتعبه الآحاد والأعين الملآى بأشلاء الكبوت

Page 156