112

Dīwān ʿAbd Allāh al-Bardūnī

ديوان عبدالله البردوني

Genres

من هذه ؟ أسطورة الأحلام ، ... أخيلة الشهاب

همساتها ، الخضر الرقاق ... أشف من ومض السراب

إني عرفتك كيف أفرح ؟ ... كيف أذهل عن رغابي؟

من أين أبتدىء الحديث ...؟ ... وغبت في صمت ارتيابي

ماذا أقول ، وهل أفتش ... عن فمي ، أو عن صوابي ؟

من أنت ، أشواق الضحى ... قبل الأصيل ، على الهضاب

حلم المواسم ، والبلابل ... والنسيمات الرطاب

اغرودة الوادي ، نبوع العندليب ... ... شذى الروابي

وذهول فنان الهوى ... ورؤى الصبا وهوى التصابي

وهج الأغاني ، والصدى ... حرق المعازف ، والرباب

لا تبعدي : أرست على شطآنك ... النعسى ، ركابي

فدنت تسائل من رفاقي ... في الضياع ؟ ومن صحابي ..؟

هل سآءلتك مدينة ... عني ؟ وسهدها واكتئابي

فتقول لي : من أنت ؟ ... وتزدريني ، بالتغابي

أنا من مغاني شهرزاد ... إلى ربى ، الصحو انتسابي

بي من ذوائب (حدة) ... عبق السماحة والغلاب

وهنا أصخت ووشوشات ( القات) تنبي باقترابي

وأظلنا جبل ذراه ... كالعمالقة الغضاب

عيناه متكأ النجوم ... ودبله ، طرق الذئاب

فهفت إلي مزارع ... كمباسم الغيد الكعاب

وحنت نهود الكرم ... فاسترخت للمسي واحتلابي

وسألت (ريا) والسكون ... ينث وهوهة الكلاب

ماذا ؟ أينكر حينا ... خفقات خطوي وانسيابي؟

إنا تلاقينا ... هنا ، ... قبل انتظارك ... واغترابي

هل تلمحين الذكريات ... تهز اضلاع التراب؟

وطيوف مأساة الفرا، ... ق تعيد نوحك وانتحابي

والأمس يرمقنا وفي ، ... نظراته خجل المناب

كيف اعتنقنا للوداع ... وبي من اللهفات ما بي ؟!

وهفت لا تتوجعي : ... سأعود ، فارتقبي ... إيابي !

ورحلت وحدي ، والطريق ... دم ، وغاب ، من حراب

فنزلت حيث دم الهوى ... يجتر ، أجنحة الذباب

حيث البهارج والحلى ... سلوى القشور عن اللباب

فلمين ألوان الطلاء ... على الصدوع ، على الحرب

التسليات ، بلا حساب ... والملال ، بلا حساب والجو محموم ، يئن ... وراء جدران الضباب

Page 113