وليس بدعا اذا ذابت بفادحة ... ... ... ذابت عليها صخور السهل والجبل
حمت لنا حزرة لم تبق من خلد ... ... بغير خالدة الأحزان منفعل ...
ما كنت أحسب أن أحياء وادركها ... ... يدا تقلد جيد المجد بالعطل
أبكت سماء وأرضا وهي ضاحكة ... ... على السلامة ان طالت ولم تطل
وليتها حيث أبكت كل الكائنة ... ... ... رقت بقلب من التهويل منذهل
ماذا نحاول من ريب المنون اذا ... ... قلنا حنانيك أو سيري على مهل
أبعد ما طحنت أجيال أولنا ... ... ... يبقى الأواخر في البقيا على أمل
أم بعد اعجالها الأبرار تنسفهم ... ... نسف الزعازع ننهاها عن العجل
هيهات يرقأ دمع من مصائبهم ... ... أو يصبح الكون منهم مقفر الطلل
أما تراها سهاما تنتحى كبدا ... ... ... مقروح وجراحا غير مندمل
لا تترك الجرح الا ريث تنكه ... ... ... ولا نسعر قلبا غير مشتعل
نقارع النفس والشيطان ينصرها ... ... وما لنا بقراع الموت من حيل
في كل ناد نداء الموت مصطخب ... ... وكل دار بها دور من الأجل
فلا نؤسس صبرا غير معتقر ... ... ... ولا ندافع صبرا غير معتقل
لو دافع الصبر حزنا ثم اذهبه ... ... ... لكنت بين رجال الصبر كالجبل
لكن من الخطب خطب لو يقاومه ... ... صبر الجليد انثنى بالدحض والفشل
فقدت كفل اصطبار كان يكفلني ... ... في النائبات فخان الآن مكتفلي
فليس بعد مصاب الدين من طمع ... ... في الصبر أو الجزع بالصبر منعزا
يا ناعي الدين هل أبصرت من بقيت ... ... فيه بقية رشد غير منذهل
غادرت في أنفس الأكوان حشرجة ... ... فان قضى الكون فاستسلم ولا تسل
لا غرو إن فاضت الأكوان آسفة ... ... لفقد فرد على الأكوان مشتمل
يا ناعي الغوث هل لاقيت من خلف ... ... ممن نعيت وهل قدرت من مثل
يا ناعيا سيد الأبرار هل تركت ... ... بالله فينا المنايا اليوم من بدل
يا ناعي القطب من ذا قام موقفه ... ... فصار قطب مدار العلم والعمل
نعيت فردا أم الدنيا بأجمعها ... ... ... إني أحس بدهش شامل جلل
إني أحس بدهش غم كاربه ... ... ... حتى الملائك حتى برزخ الرسل
تنعى ابن يوسف فتح السالكين وخ ... ... تم الواصلين مربي الأنفس الكمل محمدا مدد ألأمداد روحهم ... ... ... مروع النفس أن يعمل وان يقل
Page 266