ليحتكمن الله أخذا بثأره ... ... ... ويعجز عند الاحتكام المقاوم
فلا تحسبوا أن الدماء مضاعة ... ... ... اذا سفكتها في هواها المظالم
وان ضيعتها أهلها فحقوقها ... ... ... يغار لها للعدل بالقسط قائم
خذي يا خيول الله في كل مرصد ... ... بحملة غيظ تتقيها الصلادم
ولا تتناسي سيرة الحبر "صالح" ... ... فسيرته للمهتدين معالم
قضى دهره لله محتسبا له ... ... ... ومات شهيدا والقذائف ساجم
وما ساءني أن أكرم الله وجهه ... ... ... بموت رجاه الطيبون الأكارم
تأسى بقوم بالشهادة أكرموا ... ... ... لهم موطن في جنة الخلد دائم
وما قصرته همة عن مقامهم ... ... ... الى أن تولى والتراث المكارم
فهل عند "عيسى" أن يقوم مقامه ... ... وهل عنده أن القعود محارم
وهل عنده أن الجهاد فريضة ... ... ... وقد وضح الامكان والخصم خائم
وهل عنده أن المقدر كائن ... ... ... وان وقوع الحتف بالمرء لازم
وهل عنده أن المقدر صعبة ال ... ... مراقي وأهلوها السراة اللهامم
وهل عنده أن الحدود تعطلت ... ... ... وان حقوق المسلمين عنائم
وهل عنده أن المناهي أكرمت ... ... ... وناب أعادي الله في العرف آزم
وهل عنده للاستقامة نصرة ... ... ... وقد هجمت للقاسطين الهواجم
وهل عند "عيسى" أن للفرض عادة ... ... قديمة ذكر جددتها المقادم
وفرض على ذي الفرض عادة فرضه ... اذا لزمت حامي الذمار اللوازم
فدى لك نفسي يا ابن" صالح" قم بها ... ... فانك للسيف الأباضي قائم
تجرد لها واذكر وقائع "صالح" ... ... ودونك أسلاف كرام ضراغم
وخذ من قلوب المؤمنين بشعبة ... ... فان قلوب المؤمنين صوارم
أناديك للجلى وأنت شهابها ... ... ... وقمقامها ان أعوزتها القماقم
فخذ من "امام المسلمين" بضبعه ... ... فمثلك من تدعو الأمور العظائم
ولا تلق للتنفيذ أذنا فانه ... ... ... له بيعة صدق وقدر ملازم
وأنت بأحكام الامام وحقه ... ... ... عليك وأحكام الولاية عالم
وقد أمكنتكم فرصة لقيامكم ... ... ... وكم رامها من قبل ذا الوقت رائم
فلا تهملوها بعد أن جد جدها ... ... ... وقام بها حسب الشريعة قائم
Page 222