وَمَرتٍ تَكذِبُ الأَبصارُ فيهِ ... وَيَصدقُ ما يُحَدِّثُكَ الجَنانُ
تَبيتُ بِهِ الصِلالُ مُلفّفاتٍ ... كَأَنَّ مُتونَهُنَّ الخَيزُرانُ
إِذا الحِرباءُ تَركَبُ مِنبَرَيهِ ... كَما رَكِبَ اليَفاعَ الدَيدَبان
قَطَعتُ وَمِثلُ بَطنِ العَودِ فيهِ ... مِنَ السِبتِ النَسائعُ وَالبِطانُ
بِعَودٍ لا يَزالُ يُهانُ حَتّى ... يُناخَ بِمُدرِكِيٍّ لا يُهانُ
تَدينُ لَهُ المُلوكُ بِكُلِّ أَرضٍ ... وَيَأبى أَن يَدينَ فَلا يُدانُ
سَقَت يَدُهُ العَنانَ فَكادَ يُجنى ... وَيَحيي مِن نَدى يَدِهِ العِنانُ
تُنَحَّرُ في وَقائِعِهِ الأَعادي ... وَتُنحَرُ في مَكارِمِهِ الهِجانُ
فَسَفكُ دَمٍ يَثورُ لَهُ عَجاجٌ ... وَسَفكُ دَمٍ يَثورُ لَهُ دُخانُ
نَرى مِنهُ وَنَسمَعُ عَن سِواهُ ... فَيُغنِينا عَنِ الخَبَرِ العِيانُ
ثَقيلُ الحِلم يَحمِلُ كُلَّ ثِقلٍ ... فَنَعجَبُ كَيفَ يَحملُهُ الحِصانُ
يَكادُ الطِرفُ يَشكو ما عَلَيهِ ... إِلَيهِ لَو يُطاوِعُهُ اللِسانُ