حَيثُ الذوابِلُ مُحمَرٌّ أَسِنَّتُها ... كَأَنَّما صَبَغُوا الخُرصانَ بِالعَنَمِ
يَعلو السَريرَ فَيَعلُو ظَهرَهُ مَلِكٌ ... يَداهُ أَنفَعُ في الدُنيا مِنَ الدِيَمِ
شِم كَفُّهُ فَهِيَ كَفٌّ كَفَّ نائِلُها ... بَوائِقَ السَنواتِ الغُبرِ وَالقُحَمِ
إِنَّ اللِثامَ الَّذي مِن تَحتِهِ قَمَرٌ ... عَلى فَتىً خَيرِ مُعتَمٍّ وَمُلتَثِمِ
مُبارَكُ الوَجهِ يُستَسقى بِرُؤيَتِهِ ... وَيَهتَدي بِسَناهُ الرَكبُ في الظُلَمِ
حَمى العَواصِمَ بِالخَطِّيِّ فَامتَنَعَت ... وَالأُسدُ تَمنَعُ ما تَأوي مِنَ الأَجَمِ
وَأَمَّنَ الشامَ حَتّى الناسُ في دَعَةٍ ... كَأَنَّهُم مِن صُروفِ الدَهرِ في حَرَمِ
مُرَدَّدُ الحَمدِ في بَدوٍ وَفي حَضَرٍ ... كَما تَرَدَّدَتِ الأَسماءُ في الأُمَمِ
مِن مَعشَرٍ خَلُصَت أَعراضُهُم وَزَكَت ... أُصُولُهُم مِن قَبيحِ الظَنِّ وَالتُهَمِ
شُمِّ العَرانينِ وَهّابينَ ما كَسَبُوا ... مِنَ الصَوارِمِ ضَرّابينَ لِلقِمَمِ
بَنى الأَميرُ لَهُم عِزًّا إِذا اِنهَدَمَت ... قَواعِدُ الدَهرِ أَمسى غَيرَ مُنهَدِمِ
نامَ المُلوكُ عَنِ العَلياءِ وَهوَ فَتىً ... مُذ هَمَّهُ طَلَبُ العَلياءِ لَم يَنَمِ