Diraya
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
Genres
(إن كنتم آمنتم بالله) وكان المسلمون إذا غنموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أخرجوا خمسه ، فجعلوا ذلك الخمس الواحد أربعة أرباع ، فربع لله وللرسول ولقرابة النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم مثل نصيب رجل من القرابة ن والربع الثاني لليتامى ، والربع الثالث للمساكين ، والربع الرابع لابن السبيل ويعمدون إلى التي بقيت فيقسموها على المسلمين ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم رد أبو بكر رضي الله عنه نصيب القرابة فجعل يعمل به في سبيل الله ، فانطلق علي بن أبي طالب إليه يطلب نصيب القرابة .
فقال له أبو بكر رحمه الله ن سمعت عائشة تقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( عن النبي صلى الله عليه سلم لا يورث )) .
فانطلق إلى عائشة قال : أأنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث )) ؟ قالت : نعم .
فرضي بذلك علي بن أبي طالب ، فجعل أبو بكر وعمر يحملون به في سبيل الله ، وبقي نصيب اليتامى والمساكين وابن السبيل .
تفسير من يغل في الغنيمة :
قوله في السورة التي يذكر فيها آل عمران :
(وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) يعني : يغل ما أفاء الله على المسلمين من فيء المشركين قليلا أو كثيرا ( يأت بما غل يوم القيامة ) قد حمله في عنقه .
(ثم توفى كل نفس ما كسبت) يعني : كل بار وفاجر ( بما كسبت ) يعني : بما عملت من خير أو شر .
(وهم لا يظلمون) يعني : في أعمالهم ، ثم قال :
(أفمن اتبع رضوان الله) فلم يغلل الغنيمة .
(كمن باء بسخط من الله) كمن استوجب سخطا من الله في الغلول ، فقال : ليسوا سواء ، ثم بين مستقرها فقال للذي يغل .
(ومأواه جهنم وبئس المصير) يعني : مصير أهل الغلول .
Page 291