Dirasat Lugha Carabiyya Bi Urubba
تاريخ دراسة اللغة العربية بأوروبا
Genres
Roger Bacon
المولود سنة 1214 في مدينة جستر بإنكلترا، والمتوفى سنة 1293 بمدينة أكسفورد، وقد أتم هذا الراهب دراسته في أكسفورد، ثم قصد إلى باريس، ونال الشهادة العليا، حيث أنعم عليه بلقب دكتور في العلوم الدينية، وعاد ثانيا إلى أكسفورد بعد أن نال قسطا وافرا من مختلف العلوم، ودخل الدير؛ حيث شرع في إلقاء المحاضرات القيمة بجامعة أكسفورد، ولم يكتف بالعلوم المشار إليها، بل رغب في كشف الحقائق، والإحاطة بجميع العلوم؛ فقضى وقتا طويلا في درس علمي النجوم والكيميا حتى أتقنهما.
ودرس في جامعة باريس اللغات اليونانية والعبرانية والعربية، وقد أفادت مباحثه فائدة تستحق الذكر والتمجيد؛ فهو الذي اخترع العدسات (أي الميكروسكوب) وذلك على أثر اطلاعه على كتب ابن الهيثم البصري، واخترع مادة تشتعل في الماء، ونوعا من البارود، وقد عمت شهرته الآفاق؛ ولذلك سموه دكتور المعجزات
Doctor Mirabilis ، ويعلم عنه أيضا أنه تحامل كثيرا على الرهبان، وطعن في سيرتهم وأخلاقهم، حتى طلب من قداسة البابا إصدار أمر بإصلاحهم وتهذيب أحوالهم؛ إذ كانوا إذ ذاك في الدرك الأسفل من الانحطاط؛ فتغيظ البابا من تعرضه لما لا يعنيه، وفصله من منصب التدريس، فضلا عن رفض طلبه، وزجه في غيابة السجن، ولم ينج من العقاب إلا بعد أن تولى كليمانس السادس المركز البابوي السامي، وكان هذا البابا من أكبر مروجي آرائه، والمعجبين بسمو أفكاره.
ولأمر ما قبض عليه مرة ثانية وحبس؛ حيث مكث في السجن مدة عشر سنين، وبعد وفاة نيقولاوس الرابع أفرج عنه، وسافر إلى مدينة أكسفورد، حيث مات فيها، وقد كان من أكبر المعارضين للوائح والنظم التي سار عليها الرهبان، واتخذوها كشريعة يستطيعون بها تبرير أعمالهم القاسية، وقد صدر كتابه مرآة الكيميا في سنة 1521 في مدينة نورنبرج بألمانيا.
رايموند لل
Raymond lull
ولد سنة 1235 بمدينة بلما بجزيرة مايوركا، وتعلم في باريس اللغة العربية من عبد أسود، وذلك بعد أن درسها في مايوركا مدة تسع سنوات، وحياته وآراؤه العلمية تدعو إلى الدهشة، وكان يعتبر من مصلحي الدنيا في القرن الثالث عشر، وعاش حياة فاحشة، حتى خمدت عاطفته نحو حبيبته الجميلة السيدة امبروزيا دل كاستيلو
Ambrosia del Castello
بعدما كشفت له عن سرها، وأخبرته بوجود مرض السرطان في ثديها، فانكسر قلبه روعا ورأفة، واضمحلت راحته اضمحلالا شديدا، وتلف صفاء خاطره حزنا وألما، إلى أن رأى في المنام السيد المسيح مصلوبا يرشده إلى الطريق المقيم، والزهد في الدنيا؛ فأخذ في تحسين سيرته وأخلاقه حتى أنكر مسرات هذه الدنيا، وكرس حياته لخدمة يسوع المسيح. وبعد التغلب على صعوبات لغوية عظيمة في دراسة اللغة العربية سافر سنة 1291 إلى تونس، ولكنه لم يستقبل هناك بالترحاب؛ لأن المسلمين بعد محادثاته الدينية معهم غضبوا عليه، وقبضوا عليه وسجنوه، وبعد مدة خرج من السجن وسافر إلى نابلي وروما، وبعدما وعظ في سبيل مقاصده، ونشر المؤلفات المفيدة في تهويل أفكاره، جاء إلى أفريقيا سنة 1306 ولاقى ثانيا كل القساوة من المسلمين الذين طردوه من بلادهم؛ فجاء إلى مدينة بيزا بإيطاليا، واجتهد هناك في تأسيس جمعية الرهبان (الفرسان)، إلا أن آماله فشلت. وعرض على البابا اقتراحا لتأسيس المدارس لدراسة اللغات الشرقية خدمة للمبشرين المرسلين، وذلك بإنشاء مدرسة في رومية، ومدرسة في باريس، ومدرسة في توليدو، وقد أنشأ بمدينة بلما بجزيرة مايوركا مدرسة عربية لتدريس ثلاثة عشر راهبا طريقة القديس فرانس، ووضع أيضا بيانا عسكريا مع رسومه لكي يفتح الأرض المقدسة بحملة جيوش فرسان الصليب، ولما سافر إلى أفريقيا للمرة الثالثة هجم عليه المسلمون، ورجموه حتى مات، وكان ذلك في 30 يونيو سنة 1315 ببلدة بوجا
Unknown page