Dirasat Fi Madhahib Adabiyya Wa Ijtimaciyya
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Genres
أما اليوم، وبعد اليوم، فقد تغير نظر الشاب إلى مزية التعليم وتغير نظره إلى وظيفة الحكومة ...
فالتعليم قد أصبح - وسيصبح - قسطا مشتركا بين جميع الشبان، فلا مزية فيه لأحد على أحد ...
ووظيفة الحكومة قد أصبحت - وستصبح - عملا لا امتياز فيه، بل لعله أقل ربحا ومظهرا من أعمال كثيرة يستطيعها الشبان ...
والبركة في الحرب العالمية الأولى، وفي الحرب العالمية الثانية، فإن الشاب المصري يفتح عينيه فيرى أمامه جاهلا يجمع الثروة التي تعد بألوف الجنيهات، وينظر في كل بيئة فيرى مجالا للسعي والاجتهاد يغنيه عن أبواب الوظائف، ولا يتوقف على أحوال الحروب ومفاجآت الحوادث الخارقة التي تحيط بهذه الحروب.
ففي جانب كل شاب يعلق الأمل على الوظيفة شبان لا يعلقون عليها أملا ولا يزالون يبحثون عن العمل الحر في مختلف ميادين الحياة ...
أعرف صاحب مكتبة يعلم ابنه تعليما لا يرشحه لوظيفة من وظائف الحكومة، ولكنه يرشحه أحسن ترشيح للعمل في تجارة أبيه.
وأعرف تاجرا يعلم أبناءه تعليما لا يفتح لهم بابا من أبواب الدواوين، ولكنه يفتح لهم كل باب من أبواب التجارة ومشروعات الاقتصاد ...
وأعرف كثيرين من الشبان كانوا في وظائف الحكومة، وكانوا موعودين بالترقي السريع فيها، فتركوها غير آسفين وأقبلوا على الشركات أو على المرافق الفردية التي يحسنونها، ولم يندموا على ما فعلوه، بل كان إقدامهم هذا مشجعا لغيرهم من طلاب الحرية والكفاح ...
ومن اليوم إلى عشر سنين أو عشرين سنة مقبلة، سيتم كثير من وجوه الإصلاح التي تتطلب جهود الألوف من الشبان، ثم لا تزال تتطلب المزيد.
أرض تستصلح للزراعة.
Unknown page