216

يقول الناس ، ما اشبهه بهم بل هو منهم ، ثم يتداركه الشقاء ، ان من كتبه الله سعيدا وان لم يبق من الدنيا فواق ناقة ختم له بالسعادة (1).

وروى عن ابي بصير انه قال : كنت بين يدي ابي عبد الله الصادق (ع) جالسا وقد سأله سائل فقال : جعلت فداك يا بن رسول الله من اين لحق الشقاء أهل المعصية حتى حكم الله عليهم في علمه بالعذاب على عملهم ، فقال : ايها السائل حكم الله عز وجل لا يقوم له احد من خلقه بحقه ، فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على معرفته ، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ، ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهم ، ومنعهم اطاقة القبول فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، ولم يقدروا أن يأتوا حالا تنجيهم من عذابه ، لان علمه أولى بحقيقة التصديق (2).

وروى في الكافي في باب الجبر والقدر ما يرفع الالتباس ويفسر المراد من القدر ، عن سهل بن زياد واسحاق بن محمد ، قالا : كان أمير المؤمنين جالسا في الكوفة بعد منصرفه من صفين ، إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه ، وقال له : يا امير المؤمنين اخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام ابقضاء من الله وقدر؟ فقال (ع) أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدر ، فقال له الشيخ : عند الله احتسب عنائي يا أمير المؤمنين ، فقال له مه يا شيخ ، والله لقد عظم الله لكم الاجر في مسيركم وانتم سائرون ، وفي مقامكم وانتم مقيمون ، وفي منصرفكم وانتم

Page 229