192

ويحدث البخاري عن الله سبحانه في بعض مروياته عن الرسول (ص) انه ينزل عن عرشه الجالس عليه في السماء السابعة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخير ، فقد روى عن اسماعيل عن مالك عن ابن شهاب عن ابي عبد الله الاغر عن ابي هريرة ان رسول الله (ص) قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه ، من يستغفرني فاغفر له ، وروى هذه الرواية بالفاظها من غير زيادة في ص 100 عن ابي سلمه ابن عبد الرحمن ، وتكرر منه هذا المضمون بهذا السند وغيره.

وفي مناسبة ثانية يصور انس بن مالك وابو هريرة الله سبحانه بصورة رجل له رجلان يضع احدهما في جهنم فيملأها ، بينما جميع العصاة والكفار لا يملئون الا جانبا منها.

فقد روى عن انس انه سمع النبي (ص) يقول : يلقى العصاة في النار فتقول هل من مزيد فيضع قدمه فيها فتقول قط قط.

وروى عن ابي هريرة ان الرسول (ص) قال : يقال لجنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد فيضع قدمه فيها فتقول قط قط :

وروى عن ابي هريرة ايضا ان النبي (ص) قال تحاجت الجنة والنار.

فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة مالي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم ، فقال الله سبحانه للجنة : انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي : وقال للنار : انما انت عذابي اعذب بك من اشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فيها ، فتقول قط قط قط ، فهنالاك تمتلئ ويزوي بعضها

Page 205