Dirasat Falsafiyya Islami
دراسات فلسفية (الجزء الأول): في الفكر الإسلامي المعاصر
Genres
رب السموات والأرض ، [الرعد: 16]،
له ملك السموات والأرض [الحديد: 5]،
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ... [الزخرف: 84] إلخ. مما يدل على أن الدفاع عن الأرض دفاع عن الله، وأن المؤمن بالله لا بد وأن يؤمن بالضرورة بالأرض.
1 (ب)
الحث على القتال دفاعا عن الأرض والديار، والإعداد لذلك، وهجوم القرآن على القاعدين والمتخلفين المتثاقلين إلى الأرض الذين يؤثرون الدنيا على الآخرة. لذلك كان الجهاد أصلا من أصول الشريعة وركنا من أركان الإسلام، كما أبرزت ذلك الحركة الإسلامية المعاصرة، وتعظيم الشهداء وبأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
2 (ج)
الفتوحات والتبليغ وإعلان التوحيد، وتحرير الشعوب من الطاغوت والقهر، وضمهم تحت «لا إله إلا الله»، فالإسلام فاتح للأرض، محرر للشعوب، تحقيقا لكلمة الله، وأداء للأمانة، وتحويلا للتوحيد من النظر إلى العمل، ومن المعرفة إلى الوجود. (د)
مهمة الإمام الذب عن البيضة، وإقامة الثغور، وتجهيز الجيوش، والدفاع عن دار الإسلام قبل أن تكون تطبيق الحدود وتقسيم الغنيمة والفيء؛ فالدفاع عن البلاد فرض على الحاكم والمحكوم دون الاستسلام للعدو أو الرضا بالاحتلال. (2) الدفاع عن الحريات في مواجهة القهر
قضيتنا الأساسية الثانية هي قهر الحريات، فسجوننا ملأى بالخصوم السياسيين وكأننا لا نتصور إلا فارسا واحدا في الميدان، هو الحاكم الزعيم الملهم، الرئيس المجاهد الأعظم، حتى كانت صورتنا في ذهن الغرب أن واحدا فقط لدينا هو الحر، هو الحاكم، أما الباقون فعبيد، في حين أن الناس كلهم في الغرب أحرار. ويمكن للفكر الإسلامي أن يساهم في الدفاع عن قضية الحريات في البلاد وأن يساعد في القضاء على شتى صنوف القهر والطغيان على النحو الآتي: (أ)
الشهادة: وهي أول ركن من أركان الإسلام بفعليها النفي في «لا إله» والإثبات في «إلا الله» تحريرا للوجدان من كل صنوف العبودية حتى لا ينتسب إلا لمبدأ واحد عام وشامل. وهي ليست فقط تمتمة بالشفتين، بل شهادة على العصر ورؤية لأحداثه وحكم على نظمه مع قياس المسافة بين الواقع والمثال، فلا يوجد موحد بالله يقبل الضيم والظلم والطغيان. (ب)
Unknown page