Dirasat Falsafiyya Gharbiyya
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Genres
Homoiousios
المتحد معه في الجوهر
Homoousios (بفارق
i ). فالله مجرد وبارد بلا صورة. والصورة مصدرها الخيال. والشخص الثاني في الله من قوة الخيال؛ فالابن صورة الله، يتعلق بوجوده. ووجوده صورة الله لتخيل الله. والصورة تحل محل الشيء ثم تأتي عبادة المقدس في صورة كعبادة الصورة كمقدس. فالصورة جوهر الدين. وقد اعترف القديس جرجوار النيسي أن تمثل قربان إسحاق (إسماعيل) جعله يذرف الدمع ويجعل هذا التاريخ المقدس حيا؛ فالابن كلمة الله هي صورة الكلمة
Verbe ، صورة مجردة خيالية تعني الكلمة والتعبير، فالحالم يتكلم، والمجنون يتكلم، والشاعر يتكلم، الكلمة تعني التخارج باللغة. الكلمة ثورة تعبير وإيصال. الكلمة تحرر للإنسان. والذي لا يستطيع أن يتخارج يكون عبدا. الكلمة فعل الحرية، الكلمة حرية. الكلمة حضارة. كلمة الله هي إلهية الكلمة. هكذا تجد العقيدة حقيقتها في الإنسان. (7)
سر المبدأ الخالق للعالم في الله:
طالما أن الله يكشف عن ذاته ويتخارج ويعبر عن نفسه فإن الشخص الثاني يكون هو المبدأ الخالق للعالم في الله. فالعالم ليس هو الله، هو الآخر، ضد الله، ولكن ما يخرج من الله يظل فيه، ويظل الآخر على وعي بانفصاله عن الله، والله على وعي بتخارجه. التمايز الذاتي
Autodifferenciation
في الله هو أساس ما يختلف عنه. ولما كان الوعي بالذات أساس العالم نظرا لوحدة الذات والموضوع، فالله يفكر في العالم عندما يفكر في ذاته، على طريقة أرسطو والفلاسفة المسلمين. التفكير تولد، والتفكير في العالم خلقه. الله يفكر ويضع موضوع تفكيره. فالابن هو الله عندما يفكر في ذاته موضوعيا، صورة الله الأولى. وكما يخلق الفكر موضوعه تضع الأنا الآخر. الوعي بالعالم هو وعي بحدودي، فالإنسان هو الموضوع الأول للإنسان، والإنسان هو إله الإنسان، إذا وجد تحول إلى طبيعة وإذا وجد إنسان آخر فإنه يوجد بفعل الإنسان. يتدفأ الإنسان في شمس الإنسان، ولكن لما كان العامي لا يفهم إلا إذا تكلم بصوت مسموع لذلك كان هوبز على حق في استنباط الذهن من الآذان، فإن الابن هو حكمة الله وعلمه وذهنه أي كل شيء متعلق بالأشياء الروحية. الله والعالم لا يتمايزان إلا على نحو مجرد. (8)
سر التصوف أو سر الطبيعة في الله:
Unknown page