Dirasat Falsafiyya Gharbiyya
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Genres
Weinreich, Fiebig
فقد كان الأحبار يقومون بالشفاء وإن لم يجروا القدر الكافي منها، وإن لم يشتهر بها كبار الأحبار ذوي التعاليم المعروفة بل صغارهم. والثانية: ليس لها سوابق في الأدب الهليني أو اليهودي بالرغم من المحاولات لإقامة مثل هذا التشابه.
ويقارن بولتمان بين قصص المعجزات في الأناجيل المتقابلة بمثيلاتها في الأدبين اليهودي والهليني، ويكتشف تشابها في الأسلوب، وأن معظمها تمت إضافته فيما بعد من الكنيسة الفلسطينية مثل هبوب العاصفة (مرقص، 4: 35-41) وقصص الطعام (مرقص، 6: 34-44، 8: 1-9) وشفاء الأبرص (مرقص، 1: 40-45). وقد يرجع القليل منها إلى مصدر هليني دون التراث الأصلي المبكر للأناجيل.
7 (4)
القصص التاريخية والحكايات الخيالية
Geschichteerzählung und Legende : وهي روايات دينية تربوية وليست بالضرورة قصص معجزات بالرغم من احتمال قيامها على بعض الحوادث التاريخية. ويضع بولتمان القصص التاريخية والحكايات الخيالية معا لأنه يصعب التمييز بينهما، بعضها خيالي تماما مثل قصة امتحان عيسى (مرقص، 1: 12-13) وتشبه امتحانات القديسين مثل بوذا وزرادشت والقديسين المسيحيين المتأخرين الذين يمتحنهم الشر ويخرجون منتصرين عليه. فالبعض الآخر له أسس تاريخية ولكن تسيطر عليه أيضا الحكايات الخيالية مثل قصة تعميد يوحنا المعمدان لعيسى التي تروي واقعة تاريخية، ولكن في صورة حكاية خيالية، ليس بهدف التاريخ ولكن من أجل التربية الدينية: تنصيب عيسى المسيح المخلص. ويضع بولتمان القاعدة الآتية: عندما يكون السياق الإيمان أو عبادة الجماعة تكون النتيجة حكاية خيالية، وعندما يكون السياق حياة بطل ديني تكون النتيجة حكاية خيالية بيوجرافية. ويلاحظ بولتمان أن بواعث الحكايات الخيالية في الروايات تأتي من مصادر عديدة. والبعض منها يكشف عن آثار العهد القديم واليهودية، والبعض الآخر يكشف عن عناصر هلينية، والبعض الثالث نما داخل الكنيسة ذاتها. أما مادتها فقد أتت من بيئات فلسطينية أو يهودية هلينية أو هلينية خالصة. وبصرف النظر عن المصدر النهائي وقت استعمال الكنيسة لها فإن هذه المواد قد استعملت تلبية لحاجات الإيمان والحياة المسيحية.
8
سادسا: تاريخ الأشكال الأدبية وحياة
عيسى
أثرت مسلمات ديبليوس وبولتمان وتحليلاتهما للأناجيل المتقابلة على طريقة تناول حياة عيسى؛ وذلك لأن طبيعة المصادر الحقيقية الوحيدة لحياته، وهي الأناجيل المتقابلة، تجعل كتابة تاريخ حياته مستحيلة. لم تهتم الجماعة المسيحية الأولى التي كان لها أثرها البالغ على تكوين التراث بكتابة تاريخ حياة لعيسى من أجل التاريخ، ولم تضع إطارا زمانيا أو مكانيا ولم تصف بيئة جغرافية أو بشرية لحياته، بل نقلت أقوالا متفرقة وروايات متباينة باستثناء رواية الآلام. أما الوحدات المتفرقة فإنها لا ترجع إلى عيسى، بل كونتها الكنيسة لأغراضها الخاصة. فهل يمكن حذف الإضافات هنا وهناك والرجوع إلى الأشكال الأولى لزمان عيسى التي نشأت في الكنيسة والتي من خلالها يمكن معرفة عيسى التاريخ قدر الإمكان؟ وللإجابة على هذا السؤال كتب كل من ديبليوس وبولتمان كتابا عن عيسى. وابتداء من مسلمات متشابهة ينتهيان إلى نتائج مختلفة ، خاصة فيما يتعلق بطريقة استعمال التراث لكتابة حياة عيسى، ومقدار الصحة التاريخية التي يعزوها كل منهما للأشكال الأدبية.
Unknown page