Dirasat Can Muqaddimat Ibn Khaldun

Satic Husri d. 1388 AH
80

Dirasat Can Muqaddimat Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Genres

الكتاب الثالث: في أخبار البربر، ومن إليهم من زناتة، وذكر أوليتهم وأجيالهم، وما كان لهم بديار المغرب خاصة من الملك والدول (ص6).

إن الكتاب الذي يعرف الآن باسم «مقدمة ابن خلدون» هو في حقيقة الأمر «المقدمة والكتاب الأول» من كتاب العبر.

يقع هذا الكتاب في سبع مجلدات؛ الأول منها يتضمن ما عرف باسم «المقدمة»، الثاني والثالث والرابع والخامس منها يؤلف ما سماه ابن خلدون باسم «الكتاب الثاني»؛ ويتضمن - من حيث الأساس - تاريخ العرب، وتاريخ الإسلام، وتاريخ المشرق.

وأما السادس والسابع منها، فيؤلفان ما سماه ابن خلدون باسم «الكتاب الثالث»، فيتضمن أخبار البربر وتاريخ المغرب.

وينتهي المجلد السابع ب «التعريف بابن خلدون مؤلف هذا الكتاب».

إن لكتاب العبر طبعة كاملة واحدة، هي طبعة بولاق القديمة، ولكن لمقدمته طبعات عديدة، وللتعريف الذي ينتهي به الكتاب طبعة مستقلة جديدة.

لما كانت المقدمة موضوع بحث هذه الدراسات، لا نرى لزوما لذكر شيء عنها هنا، ولذلك سنحصر الكلام الآن على سائر أقسام كتاب العبر، وعلى التعريف الذي يختمه.

2

إن قيمة الأبحاث والأخبار التاريخية المدونة في كتاب العبر تختلف اختلافا كبيرا حسب أقسامها المختلفة.

إن أهم وأثمن هذه الأبحاث هي التي تتعلق بتاريخ البلاد المغربية؛ لأن المعلومات المدونة في كتاب العبر عن هذا القسم من التاريخ طريفة وأصيلة، ابن خلدون لم ينقلها من الكتب، بل جمعها بنفسه خلال اتصاله بمختلف القبائل، وتنقله بين مختلف الدول المغربية، ولذلك يعتبر المجلدان الأخيران من كتاب العبر المصدر الأصلي لدراسة تاريخ البلاد المذكورة خلال العصور التي مضت بين الفتح الإسلامي وبين الأزمنة الأخيرة. ويقول المؤرخون والمستشرقون الذين تعمقوا في دراسة تاريخ المغرب: «لولا كتاب العبر لما استطعنا أن نعرف شيئا عن تاريخ البلاد والشعوب المغربية خلال العصور المذكورة.»

Unknown page