Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Genres
Herodote (المتوفى في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد)، وهذا الدور وإن كان كسابقه لم يفرد فيه للأديان تأليف مستقل، حيث كان الحديث عنها يمزج بالأوصاف الإقليمية وغيرها، إلا أن الاعتماد فيه كان على المشاهدات لا على التخيلات، كما أن نطاق البحث فيه كان أوسع؛ فقد شمل ديانات آسيا الصغرى ومصر، وبابل، وفارس وما يتاخمها، وامتاز أيضا بطابع المقارنة بين معبودات الإغريق، ومعبودات غيرهم مقارنة تميل إلى تفضيل وجهة النظر المصرية، وإلى نقد الأخطاء التي كان يقع فيها عامتهم بسبب الاشتراك اللفظي، حين يكون الاسم الواحد (مثل هيرقيل
Hercule ) علما على إله أزلي، وعلى بطل من أبطال البشر.
ولقد كانت فتوح الإسكندر المقدوني (المتوفى في الربع الأخير من القرن الرابع ق.م) سببا في انفساح مجال المعرفة لأديان أخرى؛ حيث وصلت جيوش الإسكندر إلى الهند وكتب عنها ميجاستين
Megasthenes (القرن الثالث قبل الميلاد).
إلى جانب هذه الدراسات الوصفية لمختلف الأديان المعروفة إذ ذاك، قامت دراسات نقدية فلسفية تهدف إلى تمحيص حقيقة الدين بوجه عام في ثنايا البحث عن حقائق الأشياء، وأحق الأسماء بالذكر في هذا الضرب من البحث اسم الفيلسوفين العظيمين: أفلاطون
(آخر الخامس قبل الميلاد وأول الرابع قبل الميلاد) وتلميذه أرسطو
Aristote
6 (الرابع قبل الميلاد)، وكان من مذهبهما أن السبب الأول الأزلي بإطلاق المبدأ لكل حركة وتغيير ليس هو المادة، بل روح عاقل مدبر متصرف
7
في المواد، وأن العقائد والفلسفات كانت في بدايتها نقية نبيلة ثم تطورت تطورا تنازليا،
Unknown page