Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Genres
أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج (ق: 7)، وقوله:
انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه (الأنعام: 99)، وقوله:
فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا (الأنعام: 96)، وقوله:
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون (القصص: 71-72).
ويزيد القرآن في هذا الباب عنصرا جديدا، وهو عنصر الاختلاف بين المتشابهات، اختلافا لم يتهيأ للعلم البشري معرفة أسبابه، ولا التحكم في عوامله، ولا التنبؤ به قبل ظهوره؛ لأنه - كما يقول «وليم جيمس» - يرتبط بأحوال ذرية دقيقة لا تخضع لشيء من أنواع الملاحظة، ولأنه لا يتبع حالة خاصة من أحوال البيئة الطبيعية ونحوها، بل يجيء مع كل الحالات الممكنة لهذه البيئة، ومع ذلك كله تراه يسير في نظام غاية في الإحكام.
هذا الاختلاف البديع من اتحاد البيئة والعوامل الطبيعية الظاهرة، تجد التنبيه على موضع العبرة منه في قوله تعالى:
وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل (الرعد: 4)، وقوله:
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم (الروم: 22)،
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك (فاطر: 27).
وأخيرا يعنى القرآن عناية خاصة، في هذا الجانب التكويني، بظاهرة الحياة التي حيرت العلماء، فيقول:
Unknown page