يستحضره، وعدل إلى جواب لا يسلم له؟! مع حفظه حتى قال ولده: إنه ليس بعد المزي والذهبي أحفظ منه) اهـ.
قلت: هذا على رأي من اكتفى في إطلاق الأسماء بورود الفعل، وقد غلَّط المحققون هذا الرأي في مباحث مطولة نفيسة وقرروا أن أسماء الله توقيفية، وعليه فلا يكون (الصانع) اسمًا من أسماء الله تعالى.
ونجد هذا مبسوطًا في مؤلفات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله تعالى - كما في شفاء العليل والبدائع، كلاهما لابن القيم. والله أعلم.
تكميل: حديث حذيفة المذكور، أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ١/ ١٥٨، رقم ٣٥٧ بلفظ: «إن الله خلق كل صانع وصنعته» .
وصححه الألباني، وقال: أخرجه البخاري في أفعال العباد، والحاكم، وغيرهما، وهو مخرج في: «الصحيحة» (١٦٣٧) .
وفي ترجمة: عبد القادر النحاس م سنة (١٠٩١ هـ) من «فهرس الفهارس»: ذكر كلام السيوطي المذكور عزوًا إلى شرحه للنقاية، ثم كتب عليه عبد القادر المذكور ما نصه:
(وفي صحيح مسلم في كتاب الذكر: «إن الله صانع ما شاء لا مكره له» . اهـ.
صبأ: (١)
في كتاب المغازي: باب بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلي بني جذيمة، من «صحيح البخاري» ذكر قصته معهم، وقولهم له: صبأنا:
وفي ترجمة السَّميدع الكناني من الإصابة قال:
(روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق ابن دأب أن خالد بن الوليد لما توجه إلى بني كنانة يقاتلهم، فقالوا: إنا صبأنا. ولم يحسنوا أن يقولوا: إنا أسلمنا، فقتلهم، فأرسل النبي ﷺ عليًا فأعطاهم ديات من قتل منهم ...) الخبر.
(١) (صبأ: الإصابة ٣/ ١٣٣.