226

Al-Dībāj al-waḍī fī al-kashf ʿan asrār kalām al-waṣī

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

(حق وباطل): أي أمرنا وما نحن فيه حق وباطل، فالحق ما أنا عليه، والباطل ما خالفه وهذا من علم البديع يسمى الطباق ، ويقال له: التكافؤ أيضا، وهو أن يأتي بالشيء ونقيضه، وهذا كقوله تعالى: {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا}[التوبة:82].

ومنه قوله:

أيا عجبا كيف اتفقنا فناصح .... وفي ومطوي على الغل غادر

(ولكل): من ذلك.

(أهل): يريد أن الحق له أقوام، يقيمون حده، ويشيدون أركانه، وأن الباطل له أقوام، يحيون معالمه، ويرفعون ستائره(1)، ونظير هذا قوله صلى الله عليه وآله: ((إن للدنيا أبناء، وللآخرة أبناء، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا)) (2).

(فلئن أمر الباطل): أمر الشيء إذا كثر وفشا، يقال: أمر ماله إذا كثر.

(لقديما فعل): انتصاب قديما على الظرفية أي لزمانا قديما فعل، لكنه طرح موصوفه، وأقيم مقامه فانتصب انتصابه، ومن هذا قولهم: ستر عليه طويلا وقديما وحديثا، اللام في قوله: لئن أمر، هي الموطية للقسم، مثلها في قوله تعالى: {لئن أخرجتم لنخرجن معكم}[الحشر:11]، واللام في قوله: لقديما هي جواب القسم، ومراده أن الباطل إذا كثر فهذا هو الغالب من أحواله؛ لأن أنصاره كثيرون، وأعوانه جم غفير.

Page 231