217

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

(أرضكم قريبة من الماء): كنى بما ذكره عن ركة أحوالهم ونزول هممهم حتى صارت في أسفل سافلين، ولهذا يقال: أنف في السماء، وقدم في الماء، يضرب مثلا لمن يدعي الحلم والوقار، وهو يفعل أفاعيل(1) السفهاء، فيقال له ذلك.

(بعيدة عن السماء): أراد إما بعيدة عن الرحمة من الله تعالى؛ لأنها تنزل من السماء، وإما أن أحلامهم بعيدة عن عادة أهل الديانة وأهل الورع والنفاسة.

(خفت عقولكم): فلهذا تستفز بأدنى شيء لارزانة في حصاتها(2) ولا ملاك لأمرها.

(وسفهت حلومكم): أي صارت تشبه أخلاق السفهاء فيما تلبستم به(3) من المخالفة.

(فأنتم غرض لنابل): الغرض: ما يرمى من قرطاس أو غيره، والنابل: صاحب النبال، ومراده أن كل أحد يرميكم بنباله، ويسدد إليكم سهامه.

(وأكلة لآكل): الأكلة بالضم هي: ما يؤكل، ولهذا قال عليه السلام: ((فضل ما بينكم وبين اليهود أكلة السحور))(4). والأكلة بالفتح: واحدة الأكلات، وبالكسر: الضرب من الأكل، وهي الحالة كالركبة والجلسة، ومراده أنهم صاروا أكلة لأي آكل [كان] (5)، وإنما نكر الأكل لما فيه من الفخامة ما لايفيده التعريف لو عرف.

(وفريسة لصائل): الصائل: ما يصول من سبع أو جمل أوغيرذلك، ومراده من ذلك هو أنهم صاروا يأخذهم كل من استطال عليهم بمنزلة الفريسة المأكولة، لاينتصرون من أحد لذلهم وركة أحوالهم.

Page 222