Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Genres
(واختار منهم(1) سماعا أجابوا إليه دعوته): الضمير في قوله: منهم للأنام، أي اختار(2) من الخلق سماعا وهم جمع سامع مثل جاهل وجهال، امتثلوا أمره حين أمرهم بالقصد إليه، كما قال تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق}[الحج:29]، وأجابوا دعاءه ونداءه لما دعاهم بقوله: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا}[الحج:27].
(وصدقوا كلمته): بالتلبية لما ناداهم، وبالانقياد لما أمرهم.
(ووقفوا مواقف أنبيائه): لأن جميع الأنبياء والرسل الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، وبلغنا عددهم على لسان نبيه قصدوا هذا البيت، وعظموا شعائره.
(وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه): يعني أن(3) طواف المؤمنين بالبيت وإحداقهم حوله تعظيما له، شبه(4) طواف الملائكة بالعرش تعظيما له، وناهيك بهذا فضلا تشبههم بالملائكة.
(يحرزون الأرباح في متجر عبادته): أراد أن من وصف حاله قد أحرز الأرباح، وهي الثوابات العظيمة في مكان العبادة، وهو متجرها الرابح.
(ويتبادرون عند موعد(5) مغفرته): بدر الشيء وابتدره إذا أسرع إليه، وابتدروا بالسلاح أي سارعوا في أخذه، والغرض ها هنا هو المسارعة لمن ذكره موعد الله بالمغفرة، وهو حط الذنوب وتكفيرها عنهم، ثم استأنف وصفه بغير ذلك، بقوله:
(جعله الله للإسلام علما): العلم: المنار في الطريق، قال:
كأنه علم في رأسه نار(6) فالحج كالعلم في أركان الدين.
Page 158