كان هذا الرجل قيمًا على التهذيب ورسالة بن أبي زيد حسن الإقراء لهما وله عليهما تقييدان نبيلان قيدهما أيام قراءته إياهما على أبي الحسن الصغير قال المؤلف: حضرت مجالسه بمدرسة عدوة الأندلس من فاس ولم أر في متصدري مدته أحسن تدريسًا منه.
كان فصيح اللسان سهل الألفاظ موفيًا حقوقها وكان مجلسه وقفًا على التهذيب والرسالة وكان مع ذلك سمحًا فاضلًا حسن اللقاء - امتحن بصحبة السلطان فصار يستعمله في الرسائل فانصرف في ذلك حظ كبير من عمره لا في راحة ولا في نصيب الآخرة.
وهذه سنة الله فيمن خدم الملوك ملتفتًا إلى ما يعطونه لا إلى ما يأخذون من عمره وراحته - لطف الله بنا وبمن ابتلى بذلك وخلصنا خلاصًا جميلًا.
وذكره بن الخطيب في كتابه المسمى عائد الصلة فقال: الشيخ الفقيه الحافظ القاضي من صدور المغرب له مشاركة في العلم وتبحر في الفقه كان وجيهًا عند الملوك واستعمل في السفارة وكان حسن العهد مليح المجالس كريم الطبع قيد على المدونة - بمجلس شيخه القاضي أبي الحسن - كتابًا مفيدًا وضم أجوبته على المسائل في سفر وشرح كتاب الرسالة شرحًا عظيم الإفادة ولازم أبا الحسن الصغير.
وهو كان قارئ كتب الفقه عليه وجل انتفاعه في التفقه به وروى عن أبي زكريا بن ياسين قرأ عليه الموطأ إلى كتاب المكاتب وكتاب الدية