فأجابه أبي: «يقرأ حياة محمد للمرة الثانية، وأنا أنصحه أن يذاكر للبكالوريا التي سيمتحن فيها العام القادم.»
وقال هيكل باشا: «اتركه يا دسوقي يقرأ ما يريد، فكتب المدرسة سيقرؤها على أي حال، ولكن ربما لا يجد فرصة أخرى ليقرأ ما يقرأ الآن.»
كنت في هذه الجلسات أجلس صامتا كشأني في جلسات لجنة التأليف والترجمة والنشر. وكان جلوسي دائما بجانب هيكل باشا.
مال يوما علي وقال: «هل فرغت من حياة محمد؟»
قلت: «نعم، وأحسب أنني سأعود إليه مرات بعد ذلك.»
وفعلا عدت، وكتبت عنه تمثيليات إذاعية أذاعتها محطات العالم العربي كله بعد ذلك بسنوات قليلة ، وعاد هيكل باشا يسألني: «وماذا تقرأ الآن؟»
قلت: «أقرأ الشوقيات.»
قال: «ما آخر قصيدة قرأتها؟»
قلت: «مصائر الأيام.»
قال: «أتحفظ منها شيئا؟»
Unknown page