ونظر إليه إسماعيل أفندي طويلا، طويلا، وكلما طالت النظرة من إسماعيل خمدت الحدة من صميدة حتى إذا أجاب إسماعيل أفندي: وعليكم السلام.
في صوت يجمع إلى السخرية عدم المبالاة والهزء. كان صميدة وقد أصبح أقرب إلى الخوف منه إلى اعتدال المزاج أو الجرأة لا قدر الله.
فإن إسماعيل أفندي هذا على كل شيء قدير، وقال صميدة في صوت أصابه كثير من التخاذل: هل حسابي جاهز يا إسماعيل بك؟
وقال إسماعيل أفندي في صوته الساخر لا يزال: نعم يا خلف الحبايب.
وحاول صميدة أن يستمد من مزاح إسماعيل أفندي بعض الشجاعة فقال في صوت يتأرجح بين الرهبة والجرأة: تشكر، كم بقي لي؟
وأمسك إسماعيل أفندي بدفتره الكبير وراح يردد: صميدة عبد التواب، صميدة عبد التواب، ها هو ذا يا سيدي، جملة ما له مليم خمسمائة وجنيه مائتان وستة عشر جنيها.
وحينئذ صفق قلب صميدة من الفرح، ثروة، إذن فسيدخن قرشين من الحشيش، قرشين وإن فقد الوعي بعدها سنة بأكملها.
وتابع إسماعيل قراءة الحساب: منه يا سيدي منه، منه، أربعون جنيها قسط شراء، وستة وستون جنيها وأربعمائة مليم إيجار، وأربعون جنيها وسبعون مليما كيماوي، وثمانية جنيهات خفر، وثمانية جنيهات ري، وثمانية جنيهات مقابل استخدام آلات، وسبعة جنيهات مقابل إدارة: المجموع يا سيدي مائة وسبعون جنيها، وأربعمائة وسبعون مليما.
وسقط صميدة مشدوها هلعا على الكرسي. - ماذا!
ودون أن ينظر إليه إسماعيل أفندي تابع حسابه: يكون مجموع ما بقي له يا سيد، تسعة وعشرون جنيها وثلاثون مليما.
Unknown page