Dhikra Miawiyya Li Waqicar Nazib
الذكرى المئوية لواقعة نزيب: ٢٤ يونيو سنة ١٨٣٩–٢٤ يونيو سنة ١٩٣٩
Genres
وفي 21 ديسمبر سنة 1832 هزموا الجيش العثماني في سهول قونية.
قبل اشتباك الجيشين أرسل الصدر الأعظم رشيد باشا إلى إبراهيم باشا يطلب منه إخلاء جميع الولايات السلطانية التي احتلها بالقوة، ويهدده بالحرب إذا امتنع، ولما لم يذعن إبراهيم باشا ثارت عجاجة الحرب، وتقدم الجيش العثماني لمقاتلة الجيش المصري. بدأت المعركة في 18 ديسمبر سنة 1832 باشتباك قوة مصرية كان يقودها إبراهيم باشا نفسه بقوة تركية كانت مرابطة في بلدة سيلة غرب قونية (وعلى بعد ساعة ونصف منها)، فانتصر إبراهيم باشا على العثمانيين، وغنم منهم 5 مدافع وكمية كبيرة من الذخائر والمؤن، وأسر منهم 500 مقاتل، ثم زحف واستولى على خان حصين سلمت حاميته فورا، وكان من بين الأسرى سلحدار كريتلي أوغلو محمد (الذي شهد وقعة حمص). إزاء هذا النصر حضر إلى إبراهيم باشا 600 من الجنود الأرناءوط، وسلموا أنفسهم، وطلبوا التطوع في جيشه، وفي ثاني يوم 21 ديسمبر - وكان يوم جمعة - التقى الجيشان وجها لوجه. كان الجيش المصري تحت قيادة إبراهيم باشا وسليمان باشا الفرنساوي وإبراهيم بك المناسترلي وأحمد بك مانكلي وأحمد بك إستامبولي، أما الجيش العثماني فكان تحت قيادة الصدر الأعظم نفسه يعاونه خير الدين باشا وسعد الله باشا، وقبل التحام الجيشين دعا الصدر الأعظم ضباطه، وحذرهم من التهاون، وهدد بإعدام من يهمل منهم في تأدية الواجب، ثم زاد فسمح لمن يأنس منه جبنا أو ضعفا أو تراخيا أن يقتله بحد السيف، ثم استدعى كاخيته وسلمه أختام الدولة التي سلمها إليه السلطان بصفته صدرا أعظم، وعين الجنرال أحمد فوزي باشا ليخلفه في قيادة الجيش إذا ما استشهد في أثناء الحرب.
التحم الجيشان في معركة دامية حامية، وبعد ساعتين وقع الصدر الأعظم أسيرا
18
في أيدي البدو الذين كانوا مع إبراهيم باشا، إلا أن المعركة استمرت بعد أسره خمس ساعات أخرى ونصف، وانتهت بانتصار المصريين وانكسار العثمانيين، وكان الجيش العثماني مؤلفا من 53000 جندي و93 مدفعا، والجيش المصري من 15000 جندي و36 مدفعا وقد بلغت خسارة العثمانيين 3000 قتيل و6000 أسير و46 مدفعا وكمية كبيرة من المؤن والذخائر والأعلام، وخسارة المصريين 262 قتيلا و530 جريحا. وبعد المعركة عاد إبراهيم باشا إلى قونية، فوصل إليها في الساعة الثامنة والنصف مساء، حيث كان سبقه إليها الصدر الأعظم، وبقي إبراهيم باشا برهة من الزمان يفكر في تصاريف الدهر، ويستعرض في ذهنه ما أتاه الله له من النصر في خلال سنة واحدة من سقوط عكا وأسر عبد الله واليها، إلى انتصاره في حمص، إلى انتصاره في حلب، إلى انتصاره في بيلان على السردار الأكرم، إلى انتصار في قونية على الصدر الأعظم وأخذه أسيرا، ولعله تذكر في هذه اللحظة الرهيبة أن قونية التي هزم المصريون فيها العثمانيين كانت مهد سلطنة آل عثمان الذين أذلوا المصريين ثلاثة قرون. فجاء المصريون من بلادهم وعلى بعد ألف كيلومتر وكسروا العثمانيين وأذلوهم وأخذوا بثأر آبائهم وأجدادهم.
وفي 2 فبراير سنة 1833 احتل الجيش المصري كوتاهية، وأصبح على بعد 50 فرسخا من الآستانة.
19
وفي 28 فبراير سنة 1833 دخل المصريون أزمير، وقد بلغ ذعر الأهالي والحكام من اسم إبراهيم، وفزعهم من اسم الجندي المصري، أن تقدم محمد أغا إلى حاكم أزمير، وطلب منه باسم إبراهيم باشا تسليم المدينة، فأذعن في الحال، وسلم المدينة، مع أنه لم يكن مع محمد أغا من الجند ربع مرباع الترك ولا عشر معشارهم، إذ كان معه أربعة جنود فقط، وصدق من قال:
La popularité vaut dix armées .
إبراهيم باشا.
Unknown page