108

وإذا فشلت في إقناعه ألجأ بطبيعة الحال إلى إفهامه حقيقة الأمر، فمن المحتمل أن يكتفي بطلاق زوجته، وإذا أصر على مقابلتك فسوف أحول دون بغيته بكل الوسائل الممكنة.

كمال (بإشارة قاطعة) :

الأمر يتعلق بنا نحن الاثنين، فليس من حقك التدخل.

جلال :

ولكن يا كمال أنت تجازف بحياتك متعمدا، لأنك ستعطيه الحق القانوني عليك.

كمال :

ليس شريف ذلك الرجل الذي يحاول الاستفادة من مثل هذا الحق، اسمع يا جلال، لقد فكرت طويلا في هذا الأمر، وقلبت جميع وجوهه، فلم أر سوى طريقة واحدة تجعلني في حل من مقابلته وجها لوجه، وهي تسليم نزيلتي إلى رجال البوليس قبل حضوره، ولكنني لا أقوى على ارتكاب مثل تلك الدناءة حتى ولو كانت أخرى ليست لها تلك المنزلة السامية من نفسي، أتراني منحطا سافلا إلى هذا الحد؟ وهل من الشهامة للرجل الشريف أن يتسفل لارتكاب هذه الدناءة؟ فها أنت يا جلال ترى أنه لا مناص لي من مواجهته بنفسي، سأخبره أن نزيلتي ليست سنية فإن لم يقتنع وهذا ما أنا على ثقة به؛ لأن الأدلة متوفرة ضدي إلى حد بعيد، مما سيدفعه إلى المغامرة في القيام بنفسه أو بواسطة رجاله إلى استعمال القوة، وهنا سأقاوم نعم، سأقاوم بالسلاح (يأتي جلال بحركة استنكار)

سأقاوم يا جلال لا لغرض الفتك أو رغبة في قتل أحد، وإنما في الهواء ستكون الطلقات لأتوصل بذلك إلى قتل نفسي، ولكي لا أرى المأساة التي ستمثل هنا بعد موتي، هل فهمت؟

جلال (باضطراب) :

ولكن هي؟ إنك تزجها في أحرج موقف عندما تدفع بنفسك إلى الموت.

Unknown page