145

Dhayl Nafahat Rayhana

ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع

Investigator

أحمد عناية

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426ه-2005م

Publisher Location

بيروت / لبنان

صفق النهر وغنى البلبل

عند ما قد رقصت هيف الغصون

ونسيم البان وافى ينقل

نفحة الزهر عن الروض المصون

ولنا أهدت شذاه الشمأل

بعد ما ابتلت بأطراف العيون

والصبا مذ مر فيها حلفا

أنه عن ظلها لا ينثني

فسقى الوسمي روضا أنفا

عنده أصبحت كالمرتهن

قم بنا نجلو كؤوس الطرب

في رباها بين ورد وشقيق

واملأ الكاس بماء الذهب

إنما اللذة كاس ورفيق

شمس راح حرست بالشهب

كاسها منها غدا لا يستفيق

فاعطنيها يا نديمي قرقفا

ودع اللاحي عليها يلحني

فلها ما زلت أصبو شغفا

وهي تسري كالشفا في البدن

قهوة في الحان تجلى كالعروس

راحة الروح وكنز المنح

لست أدري أبدور أم شموس

قد أضاءت من أعالي القدح

رقصت من طرب فيها الكؤوس

حين دارت بالهنا والفرح

فاحتسيناها سرورا وشفا

وانتهزنا فرصة لم تكن

فرعى الله لويلات الصفا

إذ حبتنا بعظيم المنن

كيف لا أذكر هاتيك الليال

وبها قد مر لي عيش رغيد

حيث كان الدهر صافي كالزلال

وغزال الإنس عني لا يحيد

ينثني بالتيه في برد الجمال

فيغار الغصن منه إذ يميد

لو رأى البدر سناه انكسفا

وقضيب البان أمسى منحني

سل من لحظيه عضبا مرهفا

يا لقومي من سيوف اليمن

تخذ الجوزاء في الجيد عقود

بعد ما قد صير البدر غلام

وبدت من فرقه شمس الوجود

واحتسيناها من الثغر مدام

وأعار الورد في الروض خدود

وغصون البان لينا وقوام

واستبانا مذ تثنى هيفا

بجمال يخجل البدر السني

وعن المرهف بالغمز اكتفى

يا بروحي غمز تلك الأعين

ظبي إنس في فؤادي رتعا

أتلع الجيد كحيل المقلتين

خان ودي ولعهدي ما رعى

وصلى قلبي بنار الوجنتين

وإذا رمت وفاه امتنعا

ولوى جيدا وأدلى طرتين

|

Page 149