لا يلذ لي أن أنسى الأبواب نصف مفتوحة، ويطيب لي إما أن أتركها مفتوحة على مصاريعها أو موصدة تماما.
يلذ لي أن أبخل على نفسي وأسخو على من حولي.
ما ألذ أن يكون الشوق متبادلا بين الحبيبين!
كم يلذ لي أن أشاهد الفتيات الحسناوات يهرسن العنب بأرجلهن البيضاء الجميلة البضة لكي يصنع منه النبيذ!
كم تلذ لي المعيشة في الريف، حيث الهواء النقي، والأزهار الفيحاء، والزروع الناضرة، لولا ذلك البعوض اللعين الذي يلدغني بخرطومه الحاد فيطير النوم من عيني.
يلذ لي أن أموت محتاجا معوزا، بدلا من أن أموت غنيا من أكل أموال الناس.
يلذ لي أن أعطي شيكا طالما لي رصيد في المصرف، غير أنه ما أكثر الذين يطيب لهم أن يحرروا شيكات دون أن يكون لهم رصيد!
كم من يوم يمر علي دون أن أكتسب رزقا، ومع ذلك أعتبره من الأيام اللذيذة؛ لأنني اكتسبت فيه علما ومعرفة.
يلذ لي كثيرا أن أكون واضحا في كلامي وفي معاملاتي، وأن ألتزم الصراحة في كل شيء بدلا من اللف والدوران؛ إذ أحس عندئذ بلذة جمال الدنيا.
لا تلذ لي معاملة البائع الذي يسرق في الميزان؛ لأن أقل وصف يمكن أن يوصف به هو أنه «نتن».
Unknown page