249

Al-Dhakhīra fī maḥāsin ahl al-Jazīra

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Editor

إحسان عباس

Publisher

الدار العربية للكتاب

Publisher Location

ليبيا - تونس

ولا كالضلال كان أهدى لصبوتي ... ليالي يهديني الغرام خباءها
وما هاج هذا الشوق إلا حمائم ... بكيت لها سمعت بكاءها
عجبت لنفسي كيف ملكها الهوى ... وكيف استفز الغانيات إباءها -
ولو أنني أنحت علي أكارم ... ترضيت بالعرض الكريم جزاءها
ولكن جرذان الثغور رمينني ... فأكرمت نفسي أن تريق دماءها
إليك أبا مروان ألقيت رابيًا ... بحاجة نفس ما حربت خزاءها
هززتك في نصري ضحى فكأنني ... هززت - وقد جئت الجبال - حراءها
نقضت عرى عزم الزمان وإن عتا ... بعزمة نفسٍ لا أريد بقاءها فلما انتهيت تبسم وقال: لنعم ما تخلصت! اذهب فقد أجزتك.
ثم انصرفنا وركضنا حتى انتهينا إلى شجرة غيناء، يتفجر من أصلها عين كمقلة حوراء. فصاح زهير: يا عتاب بن حبناء، حل بك زهير وصاحبه، فبعمرو والقمر الطالع، وبالرقعة المكفوفة الطابع، إلا ما أريتنا وجهك! فانفلق ماء العين عن وجه فتى كفلقة القمر، ثم اشتق الهواء صاعدًا إلينا من قعرها حتى استوى معنا. فقال حياك الله يا زهير، وحيا صاحبك! فقلت: وما الذي أسكنك قعر هذه العين يا عتاب - قال: حيائي من التحسن باسم الشعر وأنا لا أحسنه. فصحت: ويلي منه، كلام محدث ورب الكعبة؛ واستنشدني فلم أنشده إجلالًا له، ثم أنشدته:
[أبكيت إذا ظعن الفريق فراقها ...

1 / 253